مروية الأردنسيف منور السردية
27-04-2025 12:01 PM
يناقش بعض السياسيين المتقاعدين في الآونة الأخيرة ان الأردن لم يكتب تاريخه بعد، وان التعبير عن الشخصية الأردنية يتم دائما بخجل وخوف من ان تتهم بالعنصرية والإقليمية والاقصاء للأخر، ويدافع هؤلاء السياسيون عن احقية ان يبرز الأردن كوطن جميل وان يكون للأردني هويته الخاصة غير المختلطة مع الاخر، وان لا يخجل من ان يقدم نفسه كأردني فقط، وعلى الاخر ان يقدم نفسه على انه من اصل كذا وكذا، والحقيقة ان هؤلاء المسؤولين الكبار منهم من تقلد منصب رئاسة الوزراء في الأردن ومنهم من كان في الاعيان والنواب امضوا سني عملهم صامتين خجلين غير مدافعين عن الأردن يعاقبون من يحاول ان يبرز الشخصية الأردنية والهوية الوطنية، خوفا على مناصبهم التي يتقلدونها، وما ان تحط الرحال في خانة التقاعد ويحصل على المناصب والالقاب والأموال احدهم ويكنزها، يبدأ بمطالبة الناس بالتعبير عن ذواتهم الأردنية، هذا الانفصال عن الواقع واعلاء المنفعة الذاتية والحصول على المكاسب والصمت الطويل في الوظيفة العامة دون ان يقدم للأردن شيء او يعلي من شأنه او يثبت هويته لهو امر مخجل، لأنك أيها المسؤول لم تقم بما كان يجب ان تقوم به حق القيام، بل امضيت عمرك موظفا كبيرا فقط، تفتقد الإرادة والابداع، وتخشى من البوح بما يجيش في صدرك، وعندما يفوت الأوان بعد اكثر من مئة عام على تأسيس الدولة تعود لتطالب الناس ان يقوموا بما عجزت انت ومنصبك على القيام به، هذا العجز الواضح في تقديم مروية الأردن بقي يتقاذفه الجميع دون ان يتبناه احد، فكيف للشباب اليوم ان تعبر عن الهوية الأردنية والمروية الوطنية في ظل تعسف القوانين الخاصة بالمرئي والمسموع والجرائم الالكترونية ومقص الرقيب في الصحف والمواقع الإخبارية وكل التهديدات التي يتلاقها المواطن بان لا يقرب من الوحدة الوطنية والوحدة القومية والأصول والمنابت والهوية الأردنية، فلو كان في المسؤولين خيرا ممن سلفوا في المواقع القيادية في الدولة الأردنية وكانوا رجال مرحلة وليسوا رجال مناصب لما وصلت المروية الأردنية والشخصية الأردنية الى هذا الضياع في البوصلة والشكل والتوجه والمآل، فلا تطلبوا من الاخرين وهم لا يملكون شيء ما عجزتم انتم عن تحقيقه وانتم تملكون كل شيء. |
| الاسم : * | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
| رمز التحقق : |
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة