إخوان أوروبا و تجارة الدين
فيصل سليمان أبومزيد
27-04-2025 07:21 PM
تسللت جماعة الإخوان إلى قلب أوروبا منذ عقود طويلة، وراحت ترسخ لمشروعها الخاص، عبر خطاب سياسي مغلف بالدين، فوجدت ضالتها في المراكز الإسلامية المنتشرة في أحياء المدن الأوروبية، لتحوّلها من أماكن للعبادة وبناء الجسور بين الجاليات المسلمة، إلى منصات لتجنيد الأتباع، ورسم المخططات التي تتجاوز حدود الدين والتسامح.
استغل الإخوان الفراغ الديني والثقافي في تلك المجتمعات واستفادوا من الانقسامات لنشر المعوج من الأفكار.
حولوا مصالحهم الضيقة إلى خطط وتكتيكات، يبدأون خطابهم بالحديث عن إسلام معتدل يتناغم مع الديمقراطية الغربية، لكن مع مرور الوقت ينقلب إلى أيديولوجيا تتناقض مع الاعتدال والقيم الأساسية للتعايش الإنساني.
عانت المراكز الإسلامية في أوروبا وتحولت إلى منصات لبث أفكارها وخططها الاحتكارية، وأصبحت قاعدة لتصدير أيديولوجيتها وتحالفاتها الغامضة.
لم يكتفوا بالاستفادة من المراكز الإسلامية؛ بل حاولوا السطو عليها.
وما حدث في المركز الثقافي الإسلامي الإيرلندي للمسلمين يكشف خبث نواياهم.
فالمجلس تأسس منذ أكثر من ثلاثين سنة عبر هيئة آل مكتوم الخيرية، وكان المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، يرغب في جملة أهداف : تعزيز الإسلام، الحفاظ على الهوية، وبناء جسور مع المجتمع الأيرلندي.
لكن مع مرور السنوات، بدأت تطفو على السطح محاولات السيطرة على المركز من جهات متطرفة، تسعى لتحوير رسالة الإسلام المعتدل إلى توحش عبر النفوذ الإخواني بوضوح في دبلن.
لكن الجاليات الإسلامية رفضت تحويل دور العبادة إلى أوكار للتطرف، محكومة بسوء الإدارة وانعدام الرؤية.
التمسك بإعادة الاعتبار للمركز، والحفاظ على رسالته النبيلة -خدمة الدين والمجتمع معًا- لا يرضي الإخوان، ولا عواصم دعم الإرهاب.
فشرعوا في اختلاق العراقيل، وافتعال المشكلات –احتجاجات، اقتحامات، ومحاولات للسيطرة بالقوة- فبادرت الإدارة الجديدة بغلق المركز، مؤقتًا، كإجراء وقائي، حمايةً للمستفيدين من أنشطته.
المراجعة الشاملة، حاليًا، تستهدف تأمين أنشطته، والتدقيق الإداري، القانوني، والمالي لتصحيح أخطاء الإدارة السابقة، ويُعاد الاعتبار إلى
المركز الثقافي الإسلامي الإيرلندي بعدما حاولت المؤامرة الإخوانية تشويه أهدافه.
تركّز القيادة الجديدة على ترسيخ الشفافية والمحاسبة، والتعامل مع مخصصاته كأمانة يجب إدارتها بنزاهة وشفافية.