facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأمير عبدالرحيم اللهيمق البركاتي .. سيرة رجل عاش زمن الكبار


الشريفة رزان بنت ابراهيم اللهيمق
28-04-2025 01:04 AM

في رُحى التاريخ، حينما تتأجج التحولات الكبرى وتتشكل معالم الأوطان، يبرز رجال يكتبون أسماءهم بمداد الفخر والمجد.

ومن بين هؤلاء الرجال العظماء، يسطع اسم جدي الأمير عبدالرحيم بن محمد اللهيمق البركاتي*، الذي تولى منصب **قائم مقام مدينة الوجه* عام 1917، خلال أواخر أيام الثورة العربية الكبرى.

لقد كانت تلك المرحلة من أكثر فترات التاريخ العربي حساسية، إذ تداخلت فيها أطماع الدول الكبرى، وتطلعات الشعوب نحو الحرية والاستقلال. وفي خضم هذه الأحداث الجسام، كان لجدي دور محوري في إدارة شؤون مدينة الوجه، مثبّتًا الأمن، وحافظًا للكرامة، ومترجمًا لروح الثورة العربية الكبرى التي سعت إلى نهضة العرب ووحدتهم.

عدسة التاريخ توثق اللحظة

من النوادر الثمينة التي بقيت شاهدة على عظمة تلك الحقبة، صور نادرة التقطها المصور الفرنسي *موريس بوش*، ووُثقت ضمن أرشيف وزارة القوات المسلحة الفرنسية.
تُظهر الصور الأمير عبدالرحيم بطريقته الفريدة في ارتداء الشماغ، كما عرفه أهل زمانه، شامخًا بهيبته، ثابت النظرات، يحمل في قسمات وجهه معاني المسؤولية والحكمة والشجاعة.

إن تلك الصور ليست مجرد ملامح جامدة، بل شواهد حية تنطق بعظمة الرجال الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية شعوبهم في لحظات مصيرية.

هيبة القائد وسمات الرجل

لم يكن جدي مجرد مسؤول رسمي، بل كان نموذجًا للرجل العربي الأصيل؛ متمسكًا بمبادئ الشرف، والكرم، والوفاء، ومؤمنًا بدوره في صناعة التاريخ.
كانت صفاته القيادية واضحة في كل تفاصيله؛ هيبته، طريقته في التعامل مع الناس، التزامه بقيم العدالة، وشجاعته في مواجهة التحديات السياسية والعسكرية.

لقد عُرف بين معاصريه بثبات الموقف، ورجاحة العقل، مما أكسبه احترام الحلفاء والخصوم على حد سواء.

إرثٌ نفخر به اليوم، وبعد مرور أكثر من قرن على تلك اللحظات المجيدة، يقف أحفاده وأبناؤه بفخر وهم يستعيدون صفحات من سيرة رجلٍ لم يكن عابرًا في تاريخ وطنه، بل كان جزءًا من صناعته.

إن رؤية هذه الصور، واستحضار تلك الذكريات، يمنحني شعورًا عميقًا بالفخر، ويذكرني بأن الانتماء لا يُقاس بالكلمات، بل بالفعل، والتاريخ، والمواقف.

رحم الله جدي الأمير عبدالرحيم بن محمد اللهيمق البركاتي، وأسكنه فسيح جناته، وجعلنا من الحافظين لسيرته، المقتدين بخطاه في حب الوطن وخدمة قضاياه.

وفي الختام، تبقى سيرة الأمير عبدالرحيم بن محمد اللهيمق البركاتيرمزًا من رموز العطاء والوفاء للوطن.

رجلٌ حمل الأمانة في زمن التحولات الكبرى، وترك إرثًا من المجد والاعتزاز.

نستلهم من ذكراه معاني الإخلاص والشجاعة، ونسير على خُطاه، حالمين بمستقبل يليق بتاريخ رجالٍ عظماء كتبوا أسماؤهم في سجل الخلود.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :