بناء جيل المستقبل: دور المؤسسات في إعداد القيادات
باسل شتيات
29-04-2025 09:51 AM
يشهد الأردن في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بإعداد جيل من القيادات الشبابية القادرة على صناعة التغيير وقيادة المجتمع نحو المستقبل. ويأتي هذا التوجه انطلاقًا من إيمان الدولة بأن الشباب هم الثروة الحقيقية وأداة التغيير الأهم في مواجهة كل التحديات الوطنية وحتى الإقليمية.
حيث ان للمؤسسات والهيئات الشبابية دورًا محوريًا في تمكين الشباب، وفي مقدمتها المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية، الذي يجسد نموذجًا رائدًا في هذا المجال ولاعداد القيادات الشبابية يجي ان تحضى باهمية اكبر ،فأهمية إعداد القيادات الشبابية في ظل التغيرات المتسارعة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، تبرز الحاجة إلى وجود قيادات شبابية تمتلك وعيًا سياسيًا، وقدرات على التحليل، ومهارات الاتصال و التواصل وحوار تمكنها من قيادة الرأي العام والمشاركة الفاعلة في عملية صناعة القرار. لذلك، فإن إعداد هذه القيادات لا يجب أن يكون بشكل عشوائيًا، بل يكون ضمن منظومة تدريبية ومؤسسية تركز على صقل المهارات وتوسيع الأفق المعرفي للشباب.
دور الهيئات والمؤسسات الوطنية
توجد عدة مؤسسات أردنية تسعى لتمكين الشباب سياسيًا ومجتمعيًا، من بينها:
وزارة الشباب من خلال برامج التوعية والتدريب والمبادرات المجتمعية.
مراكز الشباب في المحافظات التي توفر منصات للنقاش والتطوع والمشاركة.
منظمات المجتمع المدني التي تُعنى ببناء قدرات الشباب في الديمقراطية وحقوق الإنسان.
لكن من بين هذه المؤسسات، يبرز دور المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية بشكل مميز.
المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية – نموذج رائد
يعد المعهد السياسي مبادرة متقدمة تهدف إلى:
1-تعزيز الثقافة السياسية لدى الشباب.
2-تطوير مهارات القيادة والمشاركة الديمقراطية.
3-تهيئة جيل قادر على خوض العمل العام والمشاركة في مواقع صنع القرار.
يقدم المعهد برامج تدريبية مركّزة تشمل:
محاضرات حول الدستور الأردني، وأنظمة الحكم.
ورش عمل في المهارات القيادية، وفنون الخطاب، والتفكير النقدي.
لقاءات مع شخصيات سياسية وصناع القرار في الحكومات والمؤسسات ، لربط النظرية بالتجربة الواقعية.
كما يعمل المعهد على دمج الشباب في محاكاة الحياة السياسية من خلال برامج الحكومات الشبابية والبرلمان، مما يمنحهم فرصة فريدة لتجربة أدوار القيادة وصنع القرار.
أثر المعهد في تعزيز العمل الشبابي
لقد أسهم المعهد في إبراز عدد من الشباب القياديين على الساحة، وساهم في بناء وعي سياسي ناضج بعيدًا عن التلقين أو الخطاب الشعبوي. وبدأنا نشهد شبابًا مؤهلين يمثلون صوت الشباب
ولكن يجب ان يتم تعزيز دور الشباب بشكل اوسع و لان المرحلة القادمة تتطلب المزيد من العمل والحكمة
و من هنا اقترح بعض المقترحات لتعزيز دور المعهد والمؤسسات المشابهة
ومن أبرز هذه المقترحات:
التشبيك مع مؤسسات دولية: عقد شراكات مع منظمات دولية تهتم بالقيادة الشبابية لتعزيز التبادل المعرفي والتجارب العالمية.
إطلاق برامج احتضان للقادة الشباب: برامج متقدمة تتابع الخريجين وتوفر لهم فرص المشاركة في المؤتمرات، الندوات، وحتى التدريبات الخارجية.
تفعيل الإعلام الشبابي: يجب تخصيص منصات رقمية مدعومة تُظهر أصوات الخريجين ونقاشاتهم وتوثق أثر البرنامج.
دعوة للعمل المشترك
إن إعداد القيادات الشابة لا يجب أن يُترك فقط للمعهد السياسي أو الجهات الرسمية، بل يتطلب تكاملًا بين:
المجتمع المدني لتوجيه العمل القاعدي مع الشباب.
المدارس والجامعات لغرس مفاهيم القيادة منذ سن مبكرة.
القطاع الخاص من خلال دعم البرامج التدريبية وتمويل المبادرات القيادية.
ختاماً...
يمر الأردن بمرحلة دقيقة من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا يمكن أن يعبرها بسلام نحو مستقبل أفضل دون جيل شبابي قيادي، يمتلك أدوات الوعي والعمل والمبادرة.
والمعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية هو أحد النماذج المضيئة التي يجب دعمها، تطويرها، وتوسيعها لتكون منارة حقيقية في طريق إعداد صُنّاع القرار وقادة الرأي في المستقبل.
فالشباب لا ينتظرون الفرصة، بل يصنعونها – فقط إن أُعطوا الأدوات والمساحة.