facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل عادت داعش للمواجهة ؟!


محمد حسن التل
16-12-2025 08:52 PM

هي لم تختف لتعود رغم أنها تلقت ضربات قاسمة ومدمرة إلا أنها حافظت إلى حد كبير على وجودها الأيديولوجي بعدة طرق في مقدمة هذه الطرق والوسائل منصات الإنترنت على مختلف أنواعها، والأرجح أن داعش لم تتوقف عن هذا العمل رغم خسارة التنظيم على الأرض نتيجة التحالف الدولي ضده،
وبات هذا الجهد سلاحه الأساسي في فترة ركوده..

شكل حادث تدمر الأمني الأخير في سورية عندما تمت مهاجمة عسكريين أمريكيين وسوريين هناك، إلى جانب الحوادث الأخيرة المرتبطة بالولايات المتحدة وأستراليا ، حالة صحوة عند العالم مفادها أن التهديد الذي يمثله تنظيم داعش رغم هزيمته العسكرية وفقدانه السيطرة الميدانية عاد ليطل برأسه حيث تشير الأحداث الأخيرة رغم أنه لم يعلن تبنيها رسميا أنه بدأ بلملمة نفسه من جديد واستعاد نشاطه ربما ليس كالسابق وبشكل كامل، والأرجح أنه أعاد تشكيل نفسه عبر شبكات وخلايا نائمة تستفيد من حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني خصوصا في بعض مناطق النزاع.. وهذا يدفع العالم ليعيد حالة الاستنفار الكاملة التي كانت قائمة إبان كان التنظيم لازال بقوته وسطوته وإعادة الحسابات من جديد، ولينتبه الجميع خصوصا العالم الإسلامي أن التصدي لمثل هذه التنظيمات لا يكون بالمواجهة المسلحة فقط بل بالأيدولوجيا تماما كما يفعل تنظيم داعش نفسه فهو لم يعتمد على القوة الميدانية فقط بل خاض معركة "فكرية" استطاع من خلالها تجنيد الآلاف لصالحة واستعدادهم للمحاربة من أجل هذا الفكر..

ربما نجحت الدول العربية في حصار هذا التنظيم استخباراتيا وعسكريا لكن هذا يجب أن يكون بموازاته جهد كبير لإيجاد جدار صد لمواجهته من خلال تحصين الشباب من هذا التفكير والسلوك الذي يدفع لممارسة أعمال لا علاقة لها بوسطية الإسلام وتنويره وأن المسلمين لم يكونوا يوما أعداء لغيرهم ، وهذا يتطلب جهدا مشتركا بين الدول العربية والإسلامية على أسس علمية ومنهجية متطورة تأتي بنتائح فعالة على الأرض وبالذات من قبل المؤسسات الدينية الرسمية، وكذلك الأكاديمية التي عليها أن تخرج من القالب الخشبي التي تلبسه وتخاطب الشباب بأسلوب يجعلهم يثقون بطرحها خصوصا في المؤسسة الدينية حيث لابد للذين يعملون بهذه المؤسسات أن يغلبوا دور الداعية على دور الموظف وأن يخاطبوا الناس بالعلم لا بالعواطف والسطحية والحناجر الرنانة التي أنهكت الخطاب الديني على المستوى الرسمي!!..

الغرب في معركته ضد داعش لا بد له أن يتخلص من مفهوم إسلاميافوبيا وأن لا يعكس ما يقوم به هذا التنظيم في بلادانهم على العرب والمسلمين بصورة عدائية لأن هذا يزيد من قوة فعالية تحريض هذا التنظيم للشباب نحو الإيمان بفكره ونهجة، ويرسخ ما يسعى اليه بتوسيع الفجوة بين العرب والمسلمين من جهة والغرب من جهة أخرى وما قام به احمد الأحمد السوري المقيم في استراليا يجب ان يشكل أفصح دليل للغرب ان العرب والمسلمين لا علاقة لهم بالإرهاب وان وجد هذا المرض فهو محصور في فئة محدودة كما كل الشعوب في العالم.

بالعودة إلى الأحداث الأخيرة على الجانب السوري، تساهم الانقسامات في بعض المناطق هناك وتعدد الأطراف الدولية المتداخلة في إضعاف السيطرة الأمنية وعلى رأسها إسرائيل ، خلق بيئة مناسبة لتحركات التنظيم وربما تشكل المخيمات التي تضم عائلات عناصر داعش أحد العوامل المقلقة، نظرًا لما تحمله من احتمالات إعادة نشر الفكر المتطرف، في ظل غياب حلول طويلة الأمد لهؤلاء..

أشارت حوادث العنف المرتبطة بالتطرف في دول مثل الولايات المتحدة وأستراليا إلى تحوّل استراتيجية التنظيم نحو التأثير غير المباشر، من خلال الدفع بهجمات فردية بدلًا من إدارة عمليات واسعة النطاق مثل الذئاب المنفردة.. وهذا أخطر أمر في المواجهة لأنه لا يمكن التنبؤ بوقت الهجوم إلا بما ندر خصوصا إذا كانت العملية قائمة على شخص واحد.

إن الجهود الدولية، خاصة التعاون الاستخباراتي والأمني، تشكل عنصر ردع رئيسي يمنع عودة داعش كتنظيم مركزي قادر على فرض نفوذه الإقليمي إلا أن هذه الجهود لم تستطع استئصاله نهائيا، ويمكن القول أن التهديد الذي ظهر مؤخرا يتمثل بشكل ما عودة محتملة لداعش بصيغة لامركزية ، تعتمد على الاستنزاف الأمني والدعاية الأيديولوجية، أكثر من كونها عودة شاملة كما في السابق..

في المجمل الأرجح أن العالم الآن بات على طريق مواجهة جديدة مع التنظيم الذي أنهك الجميع على مدار عقدين، ولا أحد يستطيع أن يتنبه كيف ستكون طبيعة هذه المواجه.. لكن يجب الفهم جيدا أن الفقر والحرمان والشعور بعدم الأمان عند الشباب يجعل مهمة داعش وغيرها من التنظيمات المسلحة سهلة في تجنيد الآف من هؤلاء وتحويلهم إلى قنابل موقوتة لا يستطيع أحد أن يقدر أين ومتى ستنفجر.

المواجهة الحقيقية والكبرى كما أشرت لا يجب أن تكون بالنارفقط بمقدار ما يلزم أن تكون بالفكر والمنهج والقدرة على إقناع الشباب على الواقع بأنهم جزء من مجتمعاتهم وحقوقهم محفوظة لهم متى أرادوا أخذوها وبغير ذلك تبقى المعركة غير مجدية ولا يمكن لها أن تحسم مهما طالت...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :