facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السردية الأردنية كما شخّصها الروابدة


حسام الحياري
30-04-2025 10:52 AM

حظيت ندوة "السردية الأردنية في ظل التحولات الإقليمية"، التي نظمها منتدى محمد الحموري للتنمية الثقافية يوم السبت 26 نيسان، باهتمام واسع بين الأردنيين، ليس فقط بسبب أهمية عنوانها، بل أيضًا لمكانة المتحدث الرئيسي، دولة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة، المعروف بوضوح رؤيته وعمق مقاربته للقضايا الوطنية.
في حديثه، استعرض الروابدة مكونات الهوية الوطنية الأردنية، مؤكدًا أنها هوية وِفاقية، لا تعادي أحدًا، ومبنية على إرث عميق ومشرف من التسامح والانتماء.

الأردن بوصفه رقعةً جغرافية ومجتمعًا إنسانيًا، يمتلك تاريخًا ضاربًا في القدم، في وقت لم تكن فيه الدول بحدودها وأسمائها الحالية قد تشكلت بعد. فالدولة الحديثة، كي تقوم، لا بد لها من عناصر: الأرض، والإنسان، والحكومة، وهناك عنصر رابع هو الأكثر أهمية، فيما نعتقد، والاكثر حضوراً في واقع الدول، وهو الهوية الوطنية الجامعة .

ولعل الهوية الوطنية الجامعة هي ما جعل الفيلسوف الالماني هيجل يراها امتداداً لروح الأسرة. وهي في الحالة الأردنية تتشكل من عوامل تاريخية وثقافية وتربوية ودينية متعددة، يتغلب فيها أحيانًا عاملٌ على آخر بحسب السياق التاريخي والاجتماعي.

لقد نشأت الدولة الأردنية الحديثة في سياق النهضة العربية الكبرى التي قادها الهاشميون، من آل بيت رسول الله، رافعين لواء وحدة العرب وكرامتهم. ولهذا ارتبط الأردنيون بقيادتهم الهاشمية ببيعةٍ روحيةٍ وتاريخيةٍ لا تقف عند حدود السياسة، بل هي بيعة تاريخية ممتدة لرسولنا الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه.

وكان الأردن دومًا الظهير الصادق لفلسطين وقضايا الأمة العربية. في هذا السياق، لا يمكن إغفال المواقف البطولية لرجالات الأردن، من حديثه الخريشه الذي وقف إلى جانب الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي، إلى كايد المفلح العبيدات الذي سقط شهيدًا على أرض فلسطين، وصولًا إلى بطولات الجيش العربي الأردني في القدس والسمّوع وباب الواد والكرامة.

كما احتضنت الأرض الأردنية عبر العقود عربًا وشيشانًا وشركسًا وأرمنًا، انصهروا جميعًا في نسيجٍ وطني واحد، شكل هويةً أردنية جامعة، قائمة على التنوع والوحدة في آن.
هذه الهوية، بكل مكوناتها ومراحل تشكلها، هي سر تماسكنا الاجتماعي وأساس سرديتنا الوطنية، التي ينبغي أن تُقدم كنموذج يحتذى به في محيطنا العربي، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.

السردية الوطنية الأردنية، إذ تستند إلى حقائق التاريخ ووشائج الانتماء، تحتاج لمن يكتبها و يذود عنها الرياح الخبيثة، ويتصدى لمحاولات النيل منها ، لتظل دعامةً رئيسيةً في معركة الوعي والرواية التي تخوضها الأمم لصون ذاتها وهويتها، وذلك ما نراه قريباً، وإن كان بعضهم يتمنى لو كان بعيداً.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :