يحلّ عيد العمال هذا العام في ظل مرحلة دقيقة يمر بها الوطن حيث تتعاظم التحديات الاقتصادية والاجتماعية وتزداد الضغوط على مختلف القطاعات في ظل ظروف إقليمية وعالمية صعبة ورغم كل ذلك يبقى الأمل معقودًا على عزيمة أبناء هذا الوطن وعلى روح المبادرة التي يحملها الشباب والإيمان الراسخ بأن الأردن قادر على تجاوز الصعاب إذا توفرت الإرادة وتكاتفت الجهود وتعززت ثقافة العمل الجاد والمسؤولية الجماعية.
وفي هذا اليوم نوجه تحية فخر إلى أبناء وبنات الأردن الأوفياء الذين يحملون راية العمل ليبقى الأردن قويًا شامخًا ويساهمون في بناء الوطن ورفعته إلى الأيادي التي لا تعرف التراجع ولا الكلل نقول كل عام وأنتم نبض وطننا الغالي وكل عام وأنتم ملح الأرض.
ونهنئ قائد المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني اللذين يؤكدان دائمًا على ضرورة توفير حياة كريمة للمواطن والعامل الأردني وضمان حقوقه وكرامته.
كل عام وعمّال الأردن وقائدنا وولي عهده بألف خير ودامت سواعدكم وقيادتكم الحكيمة ذخرًا لهذا الوطن.
وفي هذا اليوم لا بد من وقفة تأمل ومراجعة فشبابنا يواجهون تحديات جسيمة تتمثل في ارتفاع معدلات البطالة وضعف منظومة الحماية الاجتماعية وتزايد الهجرة التي تفرغ الوطن من طاقاته ومع ذلك يبقى الأمل حيًا إذا توفرت الرؤية الواعية والإرادة الصادقة وتضافرت الجهود على أسس العدالة والتمكين.
لقد بات من الضروري اليوم بناء بيئة عمل كريمة وآمنة وتحفيز القطاعات الإنتاجية الحيوية كالزراعة والصناعة والسياحة والتكنولوجيا ولم يعد التعليم المهني والتقني خيارًا بديلًا بل هو المسار الواقعي لسد الفجوة بين التعليم وسوق العمل فلا تنمية دون عمّال مهرة ولا استثمار دون استقرار وظيفي ولا اقتصاد وطني قوي دون احترام حقيقي لكرامة العامل وحقوقه.
وندعو الحكومة إلى بناء شراكات وطنية مسؤولة مع القطاع الخاص تقوم على العدالة والتوازن وتفتح الأبواب أمام ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة وتمنح الشباب فرصة لصناعة مستقبلهم داخل الوطن.
في عيد العمال لا نكتفي بالاحتفاء بل نجدد العهد أن تبقى كرامة العامل الأردني خطًا أحمر وأن تظل العدالة الاجتماعية بوصلة القرار وأن يبقى الوطن وفيًا لأبنائه الذين يتعبون في سبيل رفعته.
كل عام وعمّال الأردن بألف خير
وكل عام ووطننا بقيادته الحكيمة وشعبه الوفي بألف خير.