إلى الحليف الأمريكي: شكراً للدعم المتواصل
م. وائل سامي السماعين
02-05-2025 07:25 PM
كمواطن أردني، أعبّر بكل فخر عن اعتزازي بالعلاقة الاستراتيجية العميقة التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية بالولايات المتحدة الأمريكية، وأتوجه بالشكر الصادق للإدارة الأمريكية على قرارها المسؤول باستثناء الأردن من تخفيضات المساعدات الخارجية، وتثبيت الدعم السنوي الذي يشمل المساعدات العسكرية والدعم المباشر للموازنة.
هذا القرار لا يعكس فقط التزاماً بالاستقرار الاقتصادي والسياسي في الأردن، بل يُجسّد إيماناً راسخاً بالشراكة طويلة الأمد بين بلدينا، وبأهمية دور الأردن في حفظ أمن واستقرار المنطقة في لحظة بالغة الدقة.
وإذا كانت المساعدات المالية تمثّل ركيزة دعم مهمة، فإننا نأمل أن تشمل المرحلة المقبلة استئناف التمويل المجمد لقطاعي التعليم والصحة، لما لذلك من أثر مباشر في تعزيز صمود الأردن، وتقوية قدرته على الاستمرار في أداء أدواره الإنسانية الإقليمية، وفي مقدمتها استضافة مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، دون أن يتخلى عن قيمه أو إنسانيته.
القيم التي تجمع الأردن بالولايات المتحدة ليست ظرفية أو آنية؛ بل هي مبادئ أصيلة تقوم على الحرية، والديمقراطية، والعدالة، وحقوق الإنسان. وهي المبادئ التي جعلت من الولايات المتحدة رائدة العالم الحر، ومن الأردن نموذجاً للدولة المدنية المستقرة في منطقة تتلاطم فيها أمواج الفوضى.
وموافقة الإدارة الأمريكية على استمرار هذا الدعم ليست وليدة لحظة، بل هي ثمرة الجهود الدبلوماسية الحكيمة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله، والحكومة الأردنية التي تواصل الليل بالنهار من أجل حماية استقرار هذا الوطن، والحفاظ على كرامة شعبه وسط إقليم لا يرحم.
نحن في الأردن، نشهد يومياً كيف تُقاد شعوبٌ شقيقة او غيرها وفي أماكن كثيرة في العالم نحو التهلكة تحت شعارات زائفة—عقائدية، أو قومية، أو طائفية—فتُهدَر الطاقات، وتُدمر الأوطان. أما شعبنا، فاختار الوعي والاعتدال، ورفض الانجرار خلف التطرف، متمسكاً بطابعه الوسطي المتجذر، وبثقافته السياسية التي تؤمن بأن السلام خيار، والاستقرار أولوية، والدولة المدنية هي الطريق إلى المستقبل.
لهذا، فإن دعم الأردن ليس خدمة لبلدٍ صغير في الجغرافيا، بل استثمار في أمنٍ أوسع، واستقرارٍ أشمل، وسندٌ لقيم إنسانية نؤمن بها جميعاً.
مرة اخرى شكرا للولايات المتحدة أملين استمرار التمويل المجمد لقطاعي التعليم والصحة.