جاء في مقالة للكاتب الأقتصادي عصام قضماني والمنشورة في جريدة الرأي بتاريخ الأثنين 14 نيسان 2025 معلومات لا تعكس الواقع عن الأراضي الفارغة حيث اعتبرها "تسقيعا" ويرى في ذلك مبررا لأخضاعها للضرائب بسبب وجودها وهذا يتجاهل حق المواطن الدستوري في التملك وقد يرغمه ذلك على البيع وكان الكاتب قبل سنوات قد تطرق لموضوع التسقيع في اكثر من مقالة وطالب بفرض ضريبة على الأراضي الفارغة ووصف "التسقيع" بأنه كلمة مصرية تعني ابقاء الأرض بهدف ارتفاع ثمنها.
وحيث انني كنت ادرس مادة الاقتصاد الهندسي المتقدم لسنوات في الجامعة الأردنية وفي اميركا والمعنية بدراسات الجدوى الاقتصادية والتكلفة الكلية لأية مشروع فأنني أجد ما ورد في مقالة الكاتب مبني على فرضيات لا تستند الى تحليل علمي صحيح وهناك آلاف المقتنيات التي يحتفظ بها الناس عدا الأرض بهدف ارتفاع قيمتها بمرور الزمن ومنها مثلا اللوحات الفنية والذهب والفضة والاسهم والودائع البنكية النقدية.
ما اغفل عنه الكاتب ان مردود الفوائد البنكية والمعرف اقتصاديا بأقل عائد على الاستثمار بات منذ سنوات مفضلا على المخاطرة في استثمارات قد تكون خاسرة سواء في الصناعة او الفندقة او عمارات فارغة ولو تم استثمار ثمن قطعة ارض منذ سنوات في وديعة بنكية لزاد عن سعرها الحالي ومن حق المالك ان يعوض الخسارة بسبب التضخم وتآكل القوة الشرائية ومن المعلوم ان السوق المالي هو مرآة للاقتصاد ومن خلال متابعتي لتعثر واغلاق عدد من المصانع والشركات وعدم توزيع ارباح من بعضها منذ سنوات يتضح اهمية وجود جدوى اقتصادية تحفز المسقعين على استغلال الأراضي في مشاريع لا تؤدي الى خسارة في ظل الظروف السائدة وهذا ما تجاهله الكاتب وقد افترض ان عدد المسقعين لا يتجاوز اصابع اليد وفي هذا اشارة الى امكانية اخضاعهم لضريبة غير مشروعة.
ان قانون العرض والطلب هو الأساس في الاستثمارات ولذلك غادر البعض لأستثمار اموالهم في دول اخرى حسب معرفتي حيث يتوفر الطلب على انتاجهم وليس منصفا ان يعتبر الكاتب من يملك ارضا فارغة بانه "مسقعا" متجاهلا اسبابا وظروفا عديدة مثل التحليل المدروس والحذر من التهور في استثمارات غير مجدية
واخيرا يذكرني هذا بطرفة سمعتها منذ 50 سنة في السلط وتعود لبداية استعمال الباص لنقل الركاب حيث جلست امرأة على كرسي السائق فطلب منها تغيير الكرسي حتى يسوق وجاوبته "روح سوق من كرسي آخر" وقياسا عليه هناك الكثير من الأراضي الأخرى المعروضة للبيع دون طلب عليها مما يشجع على ترك "المسقعين" بحالهم