facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما بين الرعية والمواطنة ثمة فاصل


د. محمد القوابعة
04-05-2025 11:27 AM

المواطنة..
هذا المفهوم العابر للجغرافية، والزمن، الممتد إلى الإغريقية في أصله، ليشهد ولادة أقدم ديمقراطية في التاريخ.

المواطنة لم تكن حقاً في حينها ، يتساوى فيه الجميع، بل امتيازا شمل أقلية من مكونات المجتمع، وبدرجات مختلفة في نوعها ، كالطبقة الأرستقراطية، وكبار الفلاحون، وأصحاب المهن والحرف.

اما المستثنى منها ، فـ النساء والعبيد والغرباء.

ارتبطت المواطنة في تكوينها بالمدينة، وهو تأكيد قيمي و قانوني على الإنتماء لها، وهي انعكاسه على نشاطها، وحركتها، كما هي ذاته الفاعلة في إدارة شؤونها اي " المدينة " ، إذ كان على المواطن المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات اللازمة لرفع جودة الحياة ، فضلاً عن الدفاع عنها إذا لزم الأمر .

إذ تكمن حقيقة المواطنة، في أصلها التاريخي، بالانخراطا في الشأن العام للحفاظا على مصالح المدينة.

في المقابل ، لم يعرف العالم ما دون الإغريق و الرومان هذا الفهم ، بل تسيد مفهوم الرعوية، والذي يعتبر الإنسان محط الرعاية، بفهم أقرب إلى الفوقية، وممارسة الوصاية عليه " السلطوية " بشكلها الفج، بحجة فهم ما ينفعه وما لا ينفعه، ليصارده ب الكلية.

وبخلاف مفهوم المواطنة الذي يربط انتماء الفرد ب الجغرافيا التي يحوز، لتكن محدداً لمصدر هويته.

تذهب الرعوية ع النقيض ب الفرد، إلى ارتباط عضوي بمركزية السلطة الحاكمة، المتمثلة بشخص الراعي الأوحد الضرورة ، والذي يأخذ على عاتقه الحفاظ على ذات ومصالح "الرعية".

وهنا تتجذر ثنائية الراعي والرعية من بعدها الاقتصادي الزراعي، والمتمثلة بحرص الراعي على قطيعه ، المتمثل ب قيادته إلى أماكن وفرة الماء، والكلا، إذ يتوجب الإشراف الكامل على الرعية، من خلال احتكار المعرفة والمهارة الضرورية في ادارة شؤونها، و على النقيض التام للمواطنة، التي تفترض تشكل المعرفة والمهارة لدى المواطن كي يساهم بمجموعه ، في المشاركة بإدارة شأن العام .

ومع استحضار التراث الديني، نجد انه رسخ الرعوية بكل صورها ، اذ بلغ الذروة، بظاهرة ما يسمى تزاوج السلطة والدين، والتي يظهر بموجبها صاحب السلطة كراع لمصالح (الرعية)، في تراتبية امتدت على مدى قرون طويلة، بنيت ع اساسها العلاقة ، ضمن أطر سلطوية يمتلك فيها صاحب السلطة السيادة والمعرفة،و تملك الرعية في المقابل.. الجهل والطاعة .

ومع إحياء هذا الموروث ، للفترة الزمنية الممتدة ما بعد القرن الثامن عشر فصعوداً ، او ما يطلق عليه مسمى " عصر التنوير" اخذ مفهوم الرعوية منحنى من النقد الفكري والتفكيك القانوني ليستبدل تدريجيا، بحلول القرن التاسع عشر، ب مفهوم المواطنة، كناظم أساسي للعلاقة بين صاحب السلطة و مانحها.

المواطنة في مستواها الأدنى هي "الحق"، وفي مستواها الأعلى "الواجب" ف ليست امتيازا طبقيا أو جندرياً ، فقد شهد المفهوم تطوراً في المعنى والدلالة، بخلاف الفهم المبني على أصله، فهي اليوم مصدر التشريع، و شرعية القبول لمن يمنح له السلطة.

فاين نحن اليوم من الرعوية " دلالة ومضمون؟.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :