الصحة النفسية… تحدٍ عالمي متصاعد
م. وائل سامي السماعين
05-05-2025 01:02 AM
يعاني أكثر من 970 مليون شخص حول العالم من اضطرابات نفسية، أي ما يعادل شخصًا واحدًا من كل ثمانية، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2023. وتشمل هذه الاضطرابات بشكل رئيسي الاكتئاب (280 مليون شخص) واضطرابات القلق (أكثر من 300 مليون)، إلى جانب اضطرابات أقل شيوعًا مثل الفصام، والاضطراب ثنائي القطب، وتعاطي المخدرات. ويُعد ضعف الوصول إلى خدمات الرعاية النفسية من أبرز التحديات، لا سيما في الدول ذات الدخل المنخفض، حيث يتوافر اختصاصي نفسي واحد فقط لكل 100,000 شخص.
وفي كندا، تشير بيانات جمعية “So Kids Can Talk” إلى أنه ومنذ جائحة كورونا، تم الوصول إلى أكثر من 22 مليون طفل دون سن الثالثة عشرة، عبر برامج ومبادرات تُشجّع الأطفال على الانفتاح على مشاعرهم والتعبير عنها بحرية، وتوفّر لهم الدعم للتعامل مع تحديات مثل التنمّر، والاكتئاب، والمشاكل العائلية، ومشاكل العلاقات الاجتماعية. وتهدف هذه البرامج إلى تعزيز المرونة النفسية لدى الأطفال، وضمان شعورهم بأنهم مسموعون، ومدعومون، وآمنون.
وفي خطوة ملموسة على صعيد التعليم العالي، خصصت جامعة تورنتو في أحد مشاريعها 60 عيادة نفسية لدعم طلبتها وتوفير بيئة جامعية تُراعي احتياجاتهم النفسية إلى جانب الأكاديمية، في نموذج يُحتذى به لمؤسسات التعليم حول العالم.
وانطلاقًا من هذا الواقع، تبرز الحاجة الملحة في الأردن إلى أن تلتزم المدارس، والمعاهد، والجامعات بتوفير أخصائيين نفسيين مؤهّلين، لضمان تقديم دعم فعّال ومستدام للشباب والفتيات، والمساهمة في الحد من تفاقم الاضطرابات النفسية مع مرور الوقت.