قرار 2250… الصدى الذي لم نُكمله
مجحم محمد أبو رمان
07-05-2025 05:10 PM
في كانون الأول من عام 2015 دخل الأردن التاريخ من بوابة مجلس الأمن لا كدولة نامية تُلقي خطاباً بل كدولة شابة تكتب قراراً .
وفي مشهد استثنائي من الدبلوماسية الحديثة تَقدم سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني
ممثلاً للأردن ليعيد تعريف دور الشباب عالمياً ويقود تحركاً أممياً أسفر عن تبني القرار التاريخي ( 2250 ) بشأن “الشباب و السلم و الأمن” مستنداً إلى ( إعلان عمّان ) الذي وُلد من رحم طاقات شبابية عالمية اجتمعت على أرض المملكة.
كان ذلك الإنجاز تجسيداً لرؤية أردنية جريئة أن الشباب ليسوا موضوعاً في أجندة السياسة بل شركاء في صناعتها.
لكن بعد عقدٍ من الزمن لا بد من سؤال نطرحه بكل مسؤولية: هل ما زال القرار حياً في وعينا الوطني؟ أم أنه تحول إلى لحظة مجيدة تُروى لا مشروعاً يُبنى؟
فرغم القيمة السياسية والمعنوية للقرار ( 2250 ) إلا أن حضوره في السياسات الوطنية ظل باهتاً .
لم يُفعل كنقطة تحول استراتيجية ولم يُدمج في السياسات التعليمية أو البرامج التشغيلية أو الخطط الشبابية طويلة الأمد.
غاب عن خطاب الدولة وغُيب عن مؤسساتها وبات أقرب إلى وثيقة محفوظة منه إلى ميثاق حيوي متجدد.
إن القرار 2250 ليس شعاراً دبلوماسياً بل خارطة طريق كان يجب أن تُرسم بها ملامح علاقة جديدة بين الدولة وجيلها الصاعد
علاقة تقوم على التمكين لا التهميش وعلى الشراكة لا التلقين وعلى الاعتراف بالشباب كقوة مؤسسة لا كمرحلة عمرية عابرة.
ولذلك نطرح اليوم تساؤلات جوهرية أمام كل من يعنيه أمر هذا الوطن:
لماذا لا يكون القرار ( 2250 ) إطاراً دائماً في صميم عمل وزارة الشباب ؟
لماذا لا تتبناه الحكومة كمرجعية في التخطيط ؟الشبابي والتشريعات والسياسات العامة ؟
لماذا لا يدخل مناهج التعليم والبحث العلمي؟
ولماذا لا يُدرج ضمن أعمال اللجان النيابية ومؤسسات المجتمع المدني؟
إننا نملك قراراً عالمياً يحمل بصمة أردنية لكنه لا يزال ينتظر مشروعاً وطنياً يمنحه الحياة.
وإننا إذ نكتب اليوم فإنما نكتب من موقع الانتماء لا الادعاء ومن موقع الإيمان لا التنظير
ورسالتي
إلى سمو ولي العهد صاحب المبادرة:
سيدي،
لقد صنعتم قراراً ناطقاً باسم شباب العالم.
واليوم باسم جيلٍ كامل نقول بثقة:
إن الرسالة التي بدأتموها يجب ألا تبقى معلقة بين نيويورك وعمّان.
لقد كانت المبادرة صوتكم…
والآن آن الأوان لأن نجعلها صوت وطن وصوت جيل وصوت مستقبل.
بل أؤمن بأن ( 2250 ) لم يكن إنجازاً في سجل الأردن فقط بل عهداً وطنياً علينا أن نُوفيه.
فالسلام الذي نطمح له لا تصنعه القرارات وحدها بل السياسات والرؤى والإرادة.
ولن يكون القرار 2250 ذكرى أردنية في أرشيف الأمم المتحدة
بل سيكون مستقبلاً نُعيد بناءه على أرضه الأولى الأردن .