جنوب آسيا وتأثيره على الساحة الدولية
مظفر عثمان ابداح
11-05-2025 11:38 PM
يبدو أن الأزمة الدائرة بين الهند وباكستان بتصاعد مستمر، هذا التوتر الذي بدأ مع تأسيس البلدين أي عام 1947، لم يتوقف التوتر منذ عقود بل كان متذبذبًا بينهما، وأدت عدة مرات إلى حرب، تلك الأزمة التي تسببت بها بريطانيا حيث عند تقسيم الهند وباكستان تركت إقليم كشمير بينهما دون ضمه إلى أي منهما، وقسمت تلك الدول حسب الديانة حيث قامت بإعلان دولة باكستان دولة إسلامية والتي تضم بنغلادش والباكستان، ودولة الهند دولة للديانة الهندوسية، وإقليم كشمير يُشكل ما نسبته 90% من المسلمين إلى أن رئيس الإقليم من الديانة الهندوسية لذلك رفض ضم الإقليم للباكستان، ولكن بعد سنوات من الحروب بين البلدين نشأ اتفاق بين البلدين وذلك بتقاسم كشمير بين الدولتين بعد أن قامت الصين بالسيطرة على جزء من الإقليم، وذلك لأهمية الإقليم عدا الجانب الديني، ويمكن تلخيص أهميته بعدد من النقاط، منها:
1-الموقع الجغرافي الاستراتيجي: حيث أنها تتحكم بممرات جبلية في جبال الهملايا مما يجعلها ذات أهمية جيوسياسية عالية.
2-ثروة مائية: حيث تحتوي على أهم مصادر المياه، مثل: نهر النيل والذي يعد شريان حياة لكل من الهند والباكستان.
الأزمة التي عادت من جديد وذلك بعد هجوم على الشطر الهندي في كشمير من قبل مجموعات تدعي الهند أنها مجموعات مدعومة من الباكستان، وهذا ما نفته باكستان نفيًا قاطعًا، إلا أن الهند أصرت على تصعيد مع الباكستان من خلال قطع العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية وتعليق معاهدة مياه نهر السند، ذلك التصعيد غير المبرر كما وصفته باكستان التي قامت بالرد بإجراءات صارمة ضد الهند، ورغم الدعوات التي تدعو إلى عدم التصعيد، قامت الهند بمهاجمة باكستان بشكل مفاجئ، إلا أن رغم التفوق العسكري الهندي على الباكستان إلا أن رد جيشها على الهجمة الهندية كان قويا باستخدام السلاح الصيني الذي أصاب الهند بالصدمة حيث تفوق على السلاح الغربي الذي تستخدمه الهند، لذلك طلبت الهند من الولايات المتحدة الأمريكية التوسط لحل تلك الأزمة، وتم من خلال تلك الوساطة الاتفاق على وقف إطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات لحل الأزمات العالقة بينهما.
التصعيد العسكري لم يصل إلى ذروته وذلك لتخوف كل من البلدين من استخدام النووي حيث تملك كل من البلدين السلاح النووي، ولذلك سناريوهات الحرب بين من البلدين عدة، منها:
1- سيناريو الحرب المحدودة (الحرب الحالية)، وهو هجوم محدود من الطرفين واشتباكات قصيرة الأمد.
2-سيناريو الحرب الشاملة، وهو السيناريو الذي يكون من خلال هجوم بري وجوي وبحري واسع، وتكون هناك تعبئة شاملة.
3- سيناريو الحرب النووي، إذا اعتقد أي طرف من الطرفين أن وجوده في خطر قد يلجأ الى استخدام السلاح النووي.
إنّ الاضطربات التي عصفت في باكستان في السنوات الأخيرة جعلتها أقل ميلًا للحرب، وموقف الصين الداعم الأكبر لباكستان الذي لا يرغب بالانجرار نحو الحرب، بينما الهند المدعومة من الغرب لديها رغبة بتغيير الوضع على الساحة الدولية، وذلك من خلال ردع باكستان ومواجهة الصين شمالًا، وهذا ما تطمح له الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك تعتبر الحرب بين البلدين له أهداف بين القوى الكبرى.