قلبٌ أحبَّ الاُردن و عشق ترابه
د. مرام بني مصطفى
11-05-2025 11:59 PM
منذ اللحظات الأولى للعدوان على قطاع غزة، تصدّر جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله المواقف الداعمة لأهلنا هناك، حيث بادر بقيادة إيصال المساعدات الإنسانية، مجسداً أسمى معاني المسؤولية القومية والإنسانية. كما أيضاً شارك سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله و شاركت سمو الأميرة سلمى بنت الحسين في عمليات الإنزال الجوي التي نفذها سلاح الجو الملكي الأردني لإيصال الغذاء والدواء لأهلنا المحاصرين، في خطوة تعكس التزام العائلة الهاشمية العميق تجاه الشعب الفلسطيني، وتؤكد أن هذا الدعم نابع من قناعة راسخة وواجب لا يُساوم عليه.
وفي هذا السياق المشرف، برزت مزاعم كاذبة من بعض الجهات المشبوهة، تدعي أن الأردن يتلقى مقابلاً مادياً لقاء تقديم المساعدات لغزة. وهي ادعاءات كاذبة و مغلوطة لا تستند إلى أي حقائق، وتتناقض تماماً مع ما يشهده العالم من التزام الأردن المستمر والعلني في دعم الشعب الفلسطيني دون انتظار مقابل.
لقد أكد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه اللة في كل خطاباته أمام العالم، أن فلسطين هي البوصلة، وأن القدس الشريف هي التاج، وهو ما يعكس مدى رسوخ القضية الفلسطينية في وجدان الدولة الأردنية، قيادة وشعباً، باعتبارها قضية وطنية وقومية لا تقبل المساومة.
وليس غريباً على الأردن، الذي تأسس على المبادئ العروبية والإسلامية، أن يكون في طليعة من يقدم العون والمساعدة، لا لفلسطين فقط، بل لكل من أصابته الكوارث أو المحن من الدول الشقيقة والصديقة. فكيف إذا كانت المأساة في فلسطين، الشقيقة التي لا تنفصل عن وجدان الأردنيين.
وقدّم الأردن – ولا يزال – مختلف أشكال الدعم الإغاثي والطبي والإنساني لأهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية، عبر القوافل البرية المنتظمة، والإنزالات الجوية، إضافة إلى المستشفيات الميدانية التابعة للقوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي)، التي تواصل تقديم العلاج وإجراء العمليات الجراحية وتركيب الأطراف للمصابين. كما أنشأ الأردن مخابز ميدانية متنقلة لتأمين الخبز لأهل غزة، دون منّة أو انتظار للشكر، بل انطلاقاً من إيمانه بأن دعم فلسطين واجب مقدس وأخلاقي.
الأردن سيبقى وفياً لمبادئه، داعماً لأهله في فلسطين بكل السبل،حمى الله الأردن قيادة وشعبا وجيشا.