الحراك الجنوبي لدولة ديمقراطية مدنية أم لشراء وقت ! .. عبدالحفيظ بوقاعود
mohammad
12-07-2011 11:06 PM
الحراك الشعبي السلمي في جنوب البلاد ، الذي انطلقت شرارته الاولى من ذيبان المجد والتاريخ في زمن الصحوة الجماهيرية الواسعة / ربيع العرب / ، حالة غير مسبوقة ؛ كانت من أفرازات حقبة " البزنس والاقطاع السياسي" ، وتؤشر الى ملامح مرحلة جديدة من العمل السياسي !!!، هل لهذة الحالة الشعبية منذ هل ربيع العرب أثارا وإنعكاسات سلبية ام إيجابية على متطلبات إستحقاقات دولية وإقليمية ومحلية ضاغطة على النسق من حيث الوفاء بإلالتزامات والعهود بإحلاف وثوابت ؟!!! .
الخطوة الاولى من ثمار الحراك في رحلة الاف ميل جاءت في إطار استجابة التسق لهذا الحراك ، كانت " إقصاء سمير الثاني "من التحكم والسيطرة على مفاصل القرار السياسي والاقتصادي ، لكن ما تشهده ساحة العمل السياسي من حراك شعبي غير إعتيادي في عهد " حكومة الدكتور معروف البخيت " التي ورثت تركة متراكمة من ارث حكومة " الرفاعي سمير الثاني " ، التي فككت " مؤسسات النسق " في إطار تهيئة البلاد الى القبول بالانخراط في مشروع امريكي – اوروبي صهيوني لتصفية القضية الفلسطينة على حساب مستقبل الاردن وفلسطين السياسي تحت عناوين مختلفة.
التخبط والخربطة التي حصلت وما زالت في النسق جاء ت من اثار الصراع الذي دار بين ما سمي بفئة " الحرس القديم " و" الليبراليون الجدد " ، وحسم لمصلحة الاخيرة ، بغياب " الماتسيرو " / المخطط الاستراتيجي / ، حيث كانت حكومة " الرفاعي سمير " عنوان المرحلة وأداة التنفيذ ، لكن الصحوة الجماهيرية للارادنة لهذا المخطط بالمرصاد.
لقد كانت الخطوات التمهيدية لتهئية البلاد للمشروع في عهد حكومة الرفاعي بمايلي : -
- استكمال تغيير المسار الاقتصادي وفق منهاج الليبرالية الجديدة ، بغياب الركن الاساس في المنهاج / حماية المستهلك / منهاج اقتصاد السوق الاجتماعي .
- إحلال الطبقة السياسية الجديدة بعد إحالة " الحرس القديم " على " المعاش السياسي " ؛ توليد الفئة السياسية الحاكمة وفق متطلبات تنفيذ المشروع .
- العبث بالمنظومة الامنية الشاملة من حيث الدور والمهام والاداء
- بيع ما تبقى من اصول انتاجية لقطاع خاص على نمط او مقاس معين .
- تدمير سوق راس المال ، واغراق البلاد بمديونية تتجاوز الناتج المحلي الاجمالي .
تلك الخطوات الممنهجة هي ؛ المحاور الرئيسة والاساس في الاستهداف من قبل دوائر القرار الدولي لبلد ما !!!.
هل تحتاج " الحالة السائدة " الى معالجة سريعة وفاعلة بعد خطوة " إقصاء سمير الثاني " ؟!!، وبالرغم من أهميةالاخيرة ، هل يتوجب اتباعها بخطوات لاحقة حتى يتمكن النسق ، من إزاحة العربة من أمام الحصان الجامح ،أو وضع القاطرة على السكة، وإزالة معوقات من أمام مسيرة الاصلاح ، للسير بخطوات ثابتة نحو مستقبل، حتى لا نصل الى وضع مشابه لحالة مشابه لحالة ...... !!!! .
وبالرغم من ان الحركة التنويرية في البلاد بعد 20 عاما من التوجه نحو الدمقرطة ليس لها قيادات ولا احزاب فاعلة، وتفتقر الى زعامات وطنية وحتى الجهوية، ، بل هنالك مؤشرات تدل على ظهور مشروع " زعامة وطنية " ذات طابع توافقي.
المطلوب من حكومة د. البخيت التعامل مع الحالة الشعبية بواقعية وشفافية بعيدا عن الاحكام المسبقة ، والاستجابة لمتطلبات الحالة لتعزيز الخطوة الاولي بخطوات لاحقة ، من حيث
أولا :- الاعلان عن أن حكومته بإنها حكومة تصريف أعمال إلى حين التوافق الوطني العام على مخرجات الاصلاح الشامل .
ثانيا:- ترتيب لقاءت مع كل من ؛رئيس الجبهة الوطنية للاصلاح ، وقادة تيار الوطنية الاردنية وشخصيات سياسية مستقلة ، يمهد الطريق الى لقاء تشاوي للحوار الوطني الشامل للتوافق على محاور المؤتمر الوطني العام للحوار كخطوة ثاتية ، وبخلاف ذلك ندور في حلقة مفرغة .ونسأل ؛ هل الحراك الجنوبي السلمي لدولة ديمقراطية مدنية أم لشراء وقت للتحايل على عملية إصلاحية شاملة للتصدي للمشروع ؟!!!!! ؛ تداعيات الصحوة الجماهيرية لتيار الوطنية الاردنية هي ؛ الجواب .
* alsuleimany19@yahoo.com