facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القائد “هُش .. هُش” صمتٌ مفروض في زمنٍ يحتاج لصوتٍ ووعي


د. ثابت النابلسي
17-05-2025 07:26 PM

في أروقة بعض المؤسسات، حين تتكلم، تُقابل بنظرة جامدة، ملامحها تقول لك دون كلمات: “هُش!”. لا مجال للرأي.
لا مساحة للفكر ولا حاجة للمبادرة ، نحن في حضرة القائد “هُش”.

هذا النوع من القادة لا يُمارس الإدارة… بل يُمارس الإخراس ، ولا يقود بالعقل والمنطق… بل بالصوت المرتفع وتهديد الصلاحيات.
هو باختصار، امتداد لمفهوم السلطة القمعية، ولكن بثوب إداري معاصر تعرفهم من مظاهر مزيفه ابتساماتهم الصفراء وربطات عنق، مذكرات داخلية، ونشرات تعميمية تبدأ بعبارة “يُمنع منعا باتا…”.

“هُش” في الإدارة العامة: واقع لا يُخفى

في الإدارة العامة في الأردن بعض المسؤولين ، كما في غيرها من البلدان، يبرز هذا النمط من القيادات التي تعتقد أن السيطرة على الطاقم او الكادر تتم بالصمت لا بالإقناع، وبالخضوع لا بالشراكة.
وكأننا لا نزال نُدار بعقلية الحكمدار القديمه ، صاحب القرار هو صاحب الصوت الأعلى، و”السكوت من الرضا”، حتى وإن كانت المؤسسة تتآكل من الداخل.

إن هذه الثقافة تُقصي الكفاءات، وتكافئ الصامتين، وتُعلي من قيمة “نَعَم سيدي” أكثر من قيمة “عندي فكرة”.

هذا القائد خارج الزمن….
لو أعدنا النظر في النظريات القيادية، لوجدنا أن القائد “هُش” لا يمت بصلة لما نادى به دانيال غولمان في الذكاء العاطفي، ولا لما قدمه جون كوتر في القيادة التغييرية، ولا حتى لأساسيات نموذج القيادة التشاركية ، حيث تقول شارك تُبدع.

القائد هنا يفتح المجال للآراء، ويؤمن أن التنوع في وجهات النظر مصدر قوة، لا تهديد. أما القائد “هُش”، فهو يرى في كل فكرة جديدة مؤامرة على كرسيه.
كما جد في نظرية القيادة الخادمة (Servant Leadership) لـروبرت غرينليف حيث تقوم على أن القائد في خدمة من يقودهم، يستمع، يدعم، ويُمكّن. أما قادة الادارة العامة ، فهم أول من يسحب الكرسي عندما تقترب من النهوض

واذا نظرنا من نافذة القيادة التغييرية (Transformational Leadership) التي تؤكد على الإلهام والتحفيز.
فإننا لا نجد هنا إلهامًا، بل إنذارًا. لا تحفيزًا، بل تخويفًا.

لماذا ينجو القائد “هُش”؟

لأنه يعيش في مؤسسات ما زالت تقيس الولاء بالصمت، وتربط الاستقرار بالجمود، وتكافئ البقاء لا الإبداع ، انها بيئات خصبة لإنتاج وتفريخ نُسخ متعددة من “هُش”، حتى بات كل صوتٍ مختلف مشروع مشكلة، لا فرصة للتطوير.

الصوت حق لا جريمة ، في علم الادارة والقيادة..

نحن لا نريد قائدًا يرفع صوته ليسكت الآخرين ، بل نريد قائدًا يفتح الحوار، ويُنصت، ويقود عبر التأثير لا السيطرة.
ان الأردن لا يحتاج مزيدًا من “هُش”، بل يحتاج قادة يسمعون، يتحاورون، ويقودون بعقل وضمير.

فصوت الموظف ليس نشازًا في لحن المؤسسة، بل هو نغمة قد تُعيد لها الحياة. فلا تسكته بـ”هُش”… بل اسأله: “ما رأيك؟”.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :