facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تسويق ثقافة التخلف


سامي شريم
18-05-2025 10:04 AM

الواقع المرير الذي نعيشه هو نتاج سياسة ممنهجة تم التخطيط لها بعناية لضمان استمرار هيمنة القوى الغربية على مقدرات العالم الثالث هذه السياسة لا تعتمد على الصدفة أو الفوضى، بل تنفذ بآليات محكمة تبدأ بتحطيم البنى التحتية للدول وتنتهي بتحويل شعوبها إلى مجرد قطيع يلهث وراء لقمة العيش التعليم يتم تدميره عمداً من خلال أنظمة تعليمية متخلفة تنتج أجيالا لا تمتلك القدرة على التفكير النقدي حيث تصمم المناهج لتصبح أداة لتخدير العقول بدلا من تنميتها بينما تتحول الشهادات إلى مجرد أوراق لا قيمة لها في سوق العمل الحقيقي .

الاقتصاد هو الهدف الرئيسي لهذه السياسة الاستعمارية الحديثة الدول الغربية تفرض على العالم الثالث سياسات اقتصادية مدمرة عبر مؤسسات نقدية دولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هذه المؤسسات تقدم القروض بشروط مجحفة تبدأ بخصخصة القطاعات الحيوية وتنتهي بتحويل الدولة إلى سوق استهلاكي خاضع بالكامل للنخب الفاسدة حيث يتم دعمها وتكريسها في الحكم لأنها الضامن الوحيد لاستمرار هذه السياسات حيث يصبح الفساد نظاما وليس مجرد ظاهرة عابرة بينما يتم ترويج الفقر كنتيجة طبيعية لعدم الكفاءة وليس لسياسة النهب المنظم للثروات.

عندما تفشل الأدوات الناعمة في تحقيق الأهداف تأتي الأدوات الخشنة الحروب والصراعات الأهلية تصبح الحل الأخير لضمان عدم استقرار هذه الدول الشرق الأوسط هو النموذج الأبرز حيث يتم تدمير دول كاملة تحت ذرائع واهية بينما يتم نهب ثرواتها بشكل منهجي ليبيا التي كانت من أغنى دول إفريقيا تحولت إلى سوق للعبيد واليمن يتم تدميره تحت شعار محاربة إيران بينما الحقيقة هي السيطرة على الممرات المائية وثروات المنطقة الحروب لا تدمر البنى التحتية فقط بل تهجر العقول وتقتل الأمل في أي إمكانية لاي تغيير .

الإعلام يلعب دورا محوريا في هذه المعادلة معظم وسائل الإعلام في العالم الثالث إما مملوكة مباشرة للقوى الأجنبية أو خاضعة لها عبر وكلاء محليين هذه الوسائل تعمل على تشويه أي نموذج مقاوم وترويج ثقافة الاستسلام والخضوع حيث يتم إلهاء الشعوب بالمسلسلات التافهة والرياضة بينما يتم نهب ثرواتها وتدمير مستقبلها حلم الشباب يصبح الهروب إلى الخارج بدلا من بناء الوطن.

الانشغال بالقضايا التافهة يصبح الوسيلة المثلى لضمان عدم التفكير في القضايا المصيرية الخروج من هذه الحلقة المفرغة يتطلب إرادة حقيقية ووعياً عميقا بطبيعة هذه المؤامرة مقاومة التبعية الاقتصادية والثقافية هي الخطوة الأولى في إصلاح التعليم ليكون أداة للتحرر وليس للتخدير حيث هو الأساس لمحاربة الفساد بكافة أشكاله وتوحيد الصفوف ضد سياسات التقسيم هو الطريق المضمون للخلاص من الاستعمار الحديث .

الاستعمار لم يعد يحتاج إلى دبابات وجنود بل يكفيه أن يقنعك بأنك ضعيف ولا تملك خيارا آخر .

لكن عندما ندرك أن التخلف ليس قدرا محتوماً بل هو صناعة استعمارية هدفها الأساسي إبقاء الشعوب تحت السيطرة نكون قد بدأنا طريق الخلاص نحو النهضة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :