facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشرق الأوسط الجديد بين الاستعمار والتدليس السياسي الإسرائيلي "2"


د. بركات النمر العبادي
18-05-2025 10:18 AM

الجزء الثاني :

في الجزء الاول من هذا المقال تحدثنا عن "الشرق الأوسط الجديد" كفكرة وكمفهوم من المفاهيم الجيوسياسية الحديثة ، وفي الجزء الثاني سنكمل الحديث عن تبني كل من اسرائيل و الاميركان لهذا المفهوم و الشروع بخطوات عملية على ارض الواقع في كل المفاعيل العسكرية و السياسية و الاقتصادية و التجيش و استخدام مفاعيل حديثة كالفوضى الخلاقه ، و الايقاع بين الشعوب ونشر الفتنة بين ابناء الشعب الواحد ،

وتعود الجذور الفكرية لمصطلح "الشرق الأوسط الجديد" إلى الطروحات الإسرائيلية والغربية في تسعينيات القرن العشرين ، و يعتبر شمعون بيريز، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ، كان من أوائل الذين طرحوا فكرة التعاون الاقتصادي والسياسي بين دول المنطقة كبديل عن الحروب والصراعات. وجاء ذلك في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" (1993)، حيث دعا إلى إقامة شبكة من التعاون الإقليمي يشمل إسرائيل وجيرانها من العرب (Peres, The New Middle East, 1993). وتتمحور رؤية بيريز على أساس:

• إنهاء الحروب مع العرب مقابل دمج إسرائيل اقتصاديًا في المنطقة العربية .
• إنشاء مشروعات مشتركة للبنية التحتية والمياه والطاقة.
• تطوير تعاون أمني مشترك يضمن تفوق إسرائيل الإقليمي.

وبالتوازي مع الطرح الإسرائيلي، كانت هناك إرادة أمريكية قوية لإعادة صياغة الشرق الأوسط، خاصة بعد حرب الخليج الثانية (1991)، مما أعطى إسرائيل فرصة استراتيجية لتعزيز موقعها كـ"شريك أمني" في المنطقة ، اي انه لا فرق بين الدولتين المتحالفتين لخلق واقع جديد يخد اسرائيل في المقام الاول ،اما وقد تبلورة الارادة الامريكية وظهر ذلك جليا في خطاب كوندوليزا رايس عام 2006 أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان ، الذي تحدثت فيه عن "مخاض ولادة شرق أوسط جديد"، و اظهرت كيف أن الفوضى أحيانًا قد تكون أداة مقصودة لصناعة واقع جيوسياسي جديد يخدم مصالح إسرائيل وأمريكا. ، مع الاشارة الى ان المفاعيل العملية قد بدأت للظهور لتحقيق هذا المفهوم (CNN, 2006)

أما عن دور إسرائيل في تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد و التدليس على العالم
• التطبيع وإعادة ترتيب العلاقات الإقليمية : اتفاقيات السلام، بدءاً من كامب ديفيد مع مصر (1978)، مروراً باتفاقية وادي عربة مع الأردن (1994)، وانتهاءً بالاتفاقيات الإبراهيمية (2020)، كانت جزءاً من استراتيجية إسرائيلية لإخراج الدول العربية تدريجياً من دائرة العداء ، ووفقًا لتقارير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، ترى إسرائيل أن دمجها الاقتصادي والسياسي في المنطقة شرط أساسي لإعادة تشكيل النظام الإقليمي.

• تفتيت الخصوم :دعمت إسرائيل ضمنيًا بعض الحروب الأهلية أو الانقسامات الطائفية في المنطقة ، مثل دعمها للأكراد في العراق أو سياستها تجاه سوريا خلال الحرب الأهلية ، لتحقيق هدف استراتيجي قديم يتمثل في إضعاف الدول العربية الكبرى التي كانت تمثل تهديداً لها (Israel's Periphery Doctrine).
• التقنيات والابتكار كوسائل دبلوماسية :تبنت إسرائيل سياسة "دبلوماسية الابتكار"، مقدمة نفسها كقوة تكنولوجية قادرة على توفير حلول للمشاكل المزمنة في الشرق الأوسط، مثل الأمن الغذائي والمائي والتقني، مما عزز مكانتها في النظام الإقليمي الجديد (Start-Up Nation Thesis).

وبالمقابل يرى العديد من الأكاديميين أن مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي تبنته إسرائيل بدعم غربي أدى إلى: 1- تفكيك دول قوية مثل العراق وسوريا. 2- صعود قوى غير دولية كالميليشيات الطائفية. 3- خلق فراغات أمنية تملأها قوى إقليمية منافسة مثل إيران وتركيا.

ووفقًا للدكتور فواز جرجس في كتابه "الشرق الأوسط الجديد: الثورات والاحتجاجات في العالم العربي (2013)، فإن إعادة هيكلة المنطقة لم تنتج الاستقرار بل ساهمت في تفاقم حالة الفوضى والاقتتال الداخلي.

تعتبر إسرائيل فاعلًا مركزيًا في مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، حيث استفادت من التحولات الجذرية التي شهدتها المنطقة لتعزيز نفوذها الإقليمي وتثبيت شرعيتها السياسية والأمنية، غير أن المشروع لم يتحقق بالكامل وفق التصورات الإسرائيلية أو الأمريكية ، بل أفرز واقعًا إقليميًا بالغ الخطورة و التعقيد والتقلب. كما انه في الحرب على غزة قد خسرت اسرائيل مصداقيتها في الغرب اصبحت دوله مارقه ، كما انها لم تنجح في تقديم نفسها على انها دولة محبة للسلام بل ظهرت كدولة تجيد التدليس على الدول قبل الشعوب ، وضرب كل القيم الانسانية والديمقراطية.

حمى الله الاردن وسدد على طريق الحق خطاه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :