facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل تنتهي سطوة تايوان على قطاع الشرائح المتطورة؟


19-05-2025 09:44 AM

عمون- حولت الشرائح الذكية في السنوات الأخيرة إلى إحدى أبرز الموارد التي تتصارع عليها الدول، تماماً كما هو الحال مع النفط والمياه وبقية الموارد الطبيعية. وعلى الرغم من أن الشرائح الذكية هي موارد صناعية يمكن إنتاجها في أي دولة بشكل نظري، إلا أن تطبيق هذا التصور على أرض الواقع يصطدم بعوائق كبيرة.

برزت تايوان كنقطة الصراع الأولى بين القوى الصناعية العالمية، وذلك بفضل وجود شركة "تي إس إم سي" (TSMC) المتخصصة في تصنيع أشباه الموصلات. تُعد هذه الشركة بمثابة العمود الفقري للاقتصاد التايواني، إذ تنتج أكثر من 60% من إجمالي إنتاج الشرائح الذكية عالمياً، وفقاً لإحصاءات موقع "ستاتيستا".

لماذا تعد الشرائح الذكية بهذه الأهمية؟

قد تبدو الشرائح الذكية التي تنتجها "تي إس إم سي" وغيرها من الشركات غير مهمة للعين المجردة، لأنها لا تظهر بشكل مباشر في الحياة اليومية للمستخدم العادي. فالمستخدم يتعامل مع المنتجات النهائية التي تحتوي على هذه الشرائح، وهي التي تشكل قلبها وعقلها المدبر.

تتجاوز استخدامات هذه الشرائح الأجهزة الإلكترونية التقليدية مثل الحواسيب والهواتف المحمولة، لتشمل جميع الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في الصناعات التجارية والصناعية على حد سواء.

ومع تنوع أحجام الشرائح المستخدمة بحسب تطور المنتجات، فإن معظم الأجهزة التي نستخدمها في حياتنا اليومية، بالإضافة إلى المعدات الصناعية الضرورية لاستمرار العمليات الصناعية، تعتمد بشكل كامل على هذه الشرائح. وهذا يفسر لماذا يؤدي غيابها أو توقف إمداداتها، كما حدث خلال أزمة كوفيد-19، إلى ارتفاع أسعار الأجهزة وندرتها في الأسواق وتعطل العديد من العمليات الصناعية.

كيف سيطرت تايوان على هذا القطاع؟

تأسست شركة "تي إس إم سي" في فبراير/شباط 1987، في وقت لم تكن فيه الأجهزة الكهربائية منتشرة على نطاق واسع كما هي اليوم. ومع ذلك، بدأ الإنتاج الفعلي للشرائح الذكية ذات معمارية 0.18 ميكرون في عام 1998، لتكون الشركة الأولى التي تنتج هذه الشرائح على نطاق تجاري واسع.

في عام 2011، قدمت "تي إس إم سي" لأول مرة شرائح بمعمارية 28 نانومتر، التي كانت تتمتع بقدرة أكبر على معالجة الأوامر بسرعة وسلاسة مقارنة بالشرائح السابقة ذات المعمارية 40 نانومترا. ثم في عام 2014، تعاقدت "تي إس إم سي" مع شركة آبل لتزويدها بالشرائح اللازمة لأجهزتها، بعد خسارة سامسونغ لعقد تطوير شرائح آبل.
ومنذ ذلك الحين، أصبح النجاح الحقيقي لشركة "تي إس إم سي" واضحاً، حيث حققت مبيعات بلغت 19 مليار دولار في نفس العام، مسجلة نمواً قدره 18% مقارنة بالعام السابق.

كيف سيطرت تايوان على هذا القطاع؟

نجاح "تي إس إم سي" لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة دعم حكومي كبير من الحكومة التايوانية والأميركية. في العشر سنوات بين تأسيسها عام 1987 وإنتاج أول شرائحها عام 1998، عملت الشركة على بناء وتجهيز العديد من مسابك ومصانع الشرائح، بالإضافة إلى تدريب كوادرها على التعامل مع هذه الصناعة المتطورة.

ما سر نجاح صناعة الشرائح الذكية؟

تعد صناعة الشرائح الذكية بمختلف معمارياتها من الصناعات الأكثر تعقيداً في العالم، وذلك بسبب الحاجة إلى دقة وحساسية عالية في التعامل مع المواد الخام والمعدات المتطورة التي تدخل في تصنيع الشرائح.

وعلى الرغم من ريادة "تي إس إم سي" في هذا المجال، فإنها تحتاج إلى استيراد العديد من المواد والمعدات اللازمة من دول أخرى، مثل السيليكا والرمال السوداء من بعض الدول، والمعدات الأوروبية اللازمة لعملية السباكة.

إضافة إلى ذلك، تتطلب صناعة الشرائح بيئة معزولة تماماً عن أي تلوث، حيث إن ذرة غبار واحدة قد تؤدي إلى تدمير الشريحة أو تقليل جودتها. ومن هنا تأتي أهمية التدريب العالي والمهارات الدقيقة التي يتمتع بها عمال المصنع، مما يجعل تدريبهم عملية معقدة وطويلة.

هل هناك منافسة أمام "تي إس إم سي"؟

رغم هيمنة "تي إس إم سي" على صناعة الشرائح عالمياً، إلا أن هناك بعض الشركات التي تسعى لمنافستها في هذا المجال، أبرزها "سامسونغ" الكورية و"إنتل" الأميركية. بالإضافة إلى شركات أخرى مثل "يو إم سي" (UMC) و"غلوبال فاوندريز".

لكن لا تزال "تي إس إم سي" تتصدر هذا القطاع بفضل قاعدة عملائها الواسعة التي تضم شركات ضخمة مثل "إنفيديا" وآبل، بالإضافة إلى العديد من الشركات الصغيرة حول العالم التي تعتمد على عقود سنوية طويلة المدى مع الشركة.

التنافس الأمريكي الصيني:

لقد أثار تفوق تايوان في قطاع الشرائح الذكية حفيظة العديد من الدول الكبرى، وخاصة الصين وأميركا. تسعى الصين لتعزيز قوتها الاقتصادية في هذا القطاع، بينما تسعى الولايات المتحدة لضمان حماية اقتصادها واستثماراتها العالمية من خلال إنشاء مصانع خاصة بها على أراضيها.

تسعى الصين إلى بناء شركاتها الخاصة في صناعة الشرائح، بينما تعمل أميركا على تعزيز التعاون مع "تي إس إم سي" لتأسيس مصانع داخل أراضيها، ضمن قانون "الشرائح والعلوم" الذي أقرته إدارة بايدن. وفي الوقت نفسه، تتسارع شركات مثل "هواوي" و"شاومي" الصينية في تطوير تقنياتها الخاصة في هذا المجال.

في الختام، رغم محاولات المنافسة من قبل الصين وأميركا، فإن السيطرة على صناعة الشرائح الذكية تبقى في أيدٍ تايوانية، حيث تظل "تي إس إم سي" في طليعة الشركات التي تتحكم في هذا القطاع الحيوي.

الجزيرة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :