facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسلام العقل وإنكار اللسان


رولا المغربي
18-05-2025 04:51 PM

بعد سنوات من الجمود الفكري والتسليم المطلق. لا بد من النظر بمرونة اكثر للمنظور الديني لا بدّ من تغيير الخطاب الديني بما يتلاءم ومستجدات العصر.

نحن في القرن ٢١ لا يعقل أن يبقى الخطاب الديني جامداً بجمود عقول من يلقّن تعاليمه دون النظر بما يجري من حولنا.

لم يأتِنا الاسلام بتعاليمه ليقيّدنا أو يُحِدّ من انجازاتنا، لم تأتِ التعاليم لتعنّفنا وتعذبنا. لن يلقِ بنا الله في غيابت الجب إن نحن قصّرنا في اتباع تعاليمه. وُجِد الدين ليرسم لنا خارطة الحياة كما أحبها الله لنا، لكننا آثرنا أن نرسمها كما نحب لا كما أحبها لنا فابتُلينا بشقاء وقيود صنعتها ايدينا.

اصبحت الرغبة بتغيير الخطاب الديني ضرورة عصريّة ملِحّة للبقاء على هياكلنا صلبة أمام وجودية الأمم الأخرى، علينا أن نفهم الدين بمنظور أوسع مما ورثناه عن آبائنا واجدادنا من أنّ الدين يفرض عليك أن تتقوقع في صولجان محرابك دون الالتفات لحاجات أمتك ومراعاة سبُل رفعتها وتقدمها.

الدين هو محرّك الامم وهو المُشَغّل لدينامو العقول هو من ينفض عنها غبار الجمود، هو بوصلة توجهك حيث يجب ان تكون دون ان يتركك تتقوقع في محرابك.

لا بد من تغيير الصورة النمطية لشيوخ الدين، فصورة ذلك الشيخ المعصوم والذي لا تشوبه شائبة مهمته فقط القاء الفتاوى وتصنيف الافراد لمسلم وكافر، وجنة ونار، صالح وطالح.

لم يخلقنا الله تعالى ليعنّفنا ويعذّبنا.

أيُعقل أننا خلقنا لنشقى في الدنيا!!!

نحن مقبولون عند الله بإيماننا ومعاصينا وتسليمنا وقوتنا وضعفنا واستكانتنا وجبروتنا. نحن مقبولون عنده طالما أننا لم نعاكس فطرتنا التي فَطَرَنا عليها والتي تناسب تغيّر الحياه لننعم في معيشتنا لكننا سنُبتلى بفقر وجوع وفقد وموت.

نطلب منه، نسأله، نلتجئ اليه، نسخط من أقداره فلا نجد الإجابات فنعاود الطلب واللجوء والسخط!! عجيبٌ أمرنا والأعجب أمرُهُ تعالى معنا في إمهالنا وتحمُّلِ أمرنا.

المطلوب منّا جهد وسعي وارتقاء، جهدٍ نبذل من خلاله ما اوتينا من قوة لنصلح انفسنا إن ضللنا فطرتنا.

الدين لايقتصر على شعائر ، الدين هو محاوله منا للبقاء على الامساك بزمام امورنا مستقيمه .

رُبط بالاذهان أن شعائرنا مرهونه بالتخلف والرجعيه ،لأنها قيود !! هي قيود تحافظ على تمايك المجتمعات لكي لاتقع في مستنقع الضياع فالربا قيد مالي وتحريم القتل قيد سلوكي والسرقه قيد لطمع بشري وتجريم الاحتيال قيد فكري، لذا كان لزاماً علينا ضبط السلوك بنفس القَدَر الذي نسعى فيه لضبط الشعائر ،فإن ضُبِطت سلوكياتنا سنهتدي لشعائرنا طائعين . لكن إن ضبطنا شعائرنا دون سلوكنا أصبحت كالبنيان المتهالك . فمن يُخطئ قد يكون ابني وأنا آخذه بحضني ،ومن يشرب الخمر قد يكون أخي فأحتويه ومن يسرق قد يكون صديقي فأرشده.

ثوابت الدين ثابته لاتتغير بتغير الزمان.

كثيراً ما كنت اتجنب التعامل مع غير المحجبه ، كنت انظر بدونيه لمن لا يصلي ومن لايصوم ومن لا يُتقِنُ وضوءه ومن لايقرأ القرآن بأحكامه!!. ليعلّمنا الدين أنه علينا التوجيه والارشاد فمن شاء اهتدى ومن لم يشأ ضلّ وشقى وتُرِك أمرَه لله .

وُجِد الدين للهدايه ورسم الطريق . حتى وإن سرقت وشربت الخمر وتمردت على النص القرآني ستبقى مسلماً، لكنك ستكون قيداً من قيود أمتك ، فتلك المرأة المسترجله والتي تريد أخذ دور الرجل وتجاهلت مسؤوليتها الرئيسيه هي قيد ، والرجل المتسلط والعنيف قيد، والرجل المائع قيد، وذلك الحاكم المتسلط الذي يضرب احتياجات شعبه بعرض الحائط قيد، وذلك المحتال قيد وتلك الزانية قيد وذلك الفاسد قيد، وذلك الغني الذي أحاط نفسه بثرائه دون ان يلتفت لاحتياجات من حوله قيد، ومن أكل حقوق الناس قيد. وتلك القيود تخالف الفطرة التي خلقها الله لتناسب حياتنا .لن يعذبنا الله لأننا أخطأنا لكنه سيعذبنا إن استمرأنا الخطأ ولم نسترجع طريق الصواب.

لكل شريعة سماوية جعل الله تعالى لها أساسيات وثوابت كالاركان فإن أمسكنا بتلك الاركان(كالاركان الخمسه) يسهل علينا البناء كيفما نرغب فإما تُحسِن البناء وإما تشوّهه برغم من اساسياته الصلبه . لن نترك الطريق لمن يقول ان الايمان في القلب ، فايمان القلب لن يرشدك الى ضبط سلوكك والكف عن الأعراض وضبط صوتك ومشيتك وصدقك إلّا اذا تأكدت أنك ترغب فعلاً بإصلاح نفسك . فضبط السلوك سيضبط شعائرك والشعائر ستكون الحلقه المكمّله للفرد السّوِيّ. الشعائر هي ذلك الاحتياج الروحي الذي سيُنزل عليك السكينه إن عصفت بك رياح الافكار والوساوس .

(قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) صدق الله العظيم .

فضفضات المساء





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :