facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السماء لا تكذب .. لكن من يكتب عنها قد يفعل!


ليث محمد الحياري
22-05-2025 03:56 PM

في عصرنا الحالي، ومع تزايد وسائل الإعلام وانتشار التطبيقات المتخصصة بحالة الطقس، بات من الضروري أن تتحلى الجهات التي تقدم هذه المعلومات بالمصداقية والدقة في نقل الأخبار الجوية. وكما هو الحال في مختلف دول العالم، يرتبط اهتمام الأردنيين بالطقس بفصلي الشتاء والصيف، حيث تزداد التوقعات والمتابعات للأحوال الجوية، ما يدفع العديد من القنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية والتطبيقات إلى التنافس لنيل "الترند" وتحقيق السبق الإعلامي.

غير أن هذا التنافس المحموم أدى في كثير من الأحيان إلى التسرع في نقل المعلومات، ما تسبب بظهور تجاوزات إعلامية وتهويل في تغطية الأحوال الجوية. وقد أصبحت بعض وسائل الإعلام تتعامل مع نشر الأخبار الجوية كأداة لجذب المشاهدين، بعيدًا عن الالتزام العلمي والدقة في التوقعات.

من جهة أخرى، نجد أن بعض المواطنين لا يأخذون تحذيرات الجهات الرسمية على محمل الجد، خاصة عند الحديث عن حالات الطقس غير المستقرة أو الكتل الهوائية الباردة، ما يعرضهم للخطر، خصوصًا في المناطق المنخفضة التي تشهد سيولًا جارفة وأمطارًا غزيرة قد تؤدي – لا قدّر الله – إلى خسائر في الأرواح والممتلكات.

وخلال عدد من اللقاءات التي أجريتها مع مواطنين، تبين أن هناك صعوبة في فهم طبيعة الأحوال الجوية المختلفة، لاسيما ما يعرف بـ"حالة من عدم الاستقرار الجوي"، وهي من أخطر الظواهر التي تؤثر بشكل مفاجئ وغير متساوٍ على مختلف مناطق المملكة. ومن أبرز الأمثلة على خطورة هذه الظاهرة حادثة البحر الميت في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2018، حيث أدت السيول الناتجة عن أمطار غزيرة إلى وفاة 21 شخصًا وإصابة 43 آخرين، معظمهم من طلاب المدارس.

وفي مثال حديث، وتحديدًا في 21 شباط/فبراير 2025، تأثرت المملكة بكتلة هوائية باردة من أصل قطبي. وقد بالغت العديد من المواقع الإخبارية غير الرسمية في توصيف تأثيرها، متحدثة عن تساقطات ثلجية كثيفة و"عاصفة ثلجية"، ما خلق حالة من الهلع والارتباك بين المواطنين. إلا أن الواقع جاء مختلفًا، إذ سلكت الكتلة الهوائية مسارًا قاريًا شبه جاف، ما حال دون تساقط الثلوج في معظم المناطق، واقتصرت التأثيرات على انخفاض كبير في درجات الحرارة فقط. هذا التضارب في المعلومات يعود إلى غياب الاستناد العلمي الدقيق من قبل بعض هذه الوسائل الإعلامية.

تجدر الإشارة إلى أن التنبؤات الجوية بطبيعتها متغيرة وتتأثر بعوامل متسارعة، وقد تتغير حركة أي كتلة هوائية في غضون ساعات. لذا، فإن الاعتماد على الجهات الرسمية المختصة – فقط – هو الضمان الأمثل للحصول على المعلومات الدقيقة.

وفي ظل الانتشار الواسع للمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي التي تنشر توقعات جوية دون أي مرجعية علمية أو تصريح رسمي، تبرز الحاجة الملحة إلى قيام الجهات المختصة – وعلى رأسها هيئة الإعلام باتخاذ خطوات حازمة لضبط هذه الصفحات والمواقع، من خلال سنّ تشريعات واضحة تجرّم نشر المعلومات الجوية غير الدقيقة التي قد تؤدي إلى إرباك المواطنين وتعريض حياتهم للخطر. كما يجب تفعيل آليات الرقابة الرقمية، والتعاون مع منصات التواصل الاجتماعي لحذف المحتوى المضلل، بالإضافة إلى فرض عقوبات رادعة بحق كل من ينشر تنبؤات جوية زائفة أو يضلل الرأي العام.

وقد كشفت دراسة بحثية قمت بإجرائها حول مصداقية إعلام الطقس لدى الجمهور الأردني – دراسة مقارنة بين "طقس العرب" و"إدارة الأرصاد الجوية"، والتي شملت عينة مكونة من 300 شخص، أن 32.3% من المشاركين يعتمدون على هاتين الجهتين كمصدرين أساسيين للأخبار الجوية. وأظهرت النتائج أن درجة ثقة الجمهور الأردني بإعلام الطقس سواء من "طقس العرب" أو "الأرصاد الجوية" جاءت بدرجة متوسطة، بينما قيّمت موضوعية كلا المصدرين بدرجة متوسطة أيضًا.


توصيات للمواطنين:
1.الاعتماد فقط على الجهات الرسمية المختصة مثل إدارة الأرصاد الجوية وشركة طقس العرب للحصول على معلومات الطقس.
2.أخذ التحذيرات الجوية بجدية، وعدم الاستهانة بتقارير الطقس الرسمية.

3.تجنب متابعة الصفحات والمواقع غير الموثوقة التي تنشر الشائعات وتساهم في إثارة القلق بين المواطنين.

4.تعزيز الوعي لدى الجمهور من خلال حملات تثقيفية تشرح كيفية إعداد التوقعات الجوية وآليات فهمها.

5.الارتقاء بجودة التنبؤات الجوية من خلال تعزيز التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية لتطوير النماذج والأساليب التقنية المعتمدة.
إن الإعلام الجوي مسؤولية، ومصداقيته ترتبط بقدرة الجهات الإعلامية على تحقيق التوازن بين سرعة نقل الخبر ودقته، وبين الرغبة في جذب المتابعين والالتزام بالحقيقة العلمية. وبين المواطن والإعلام، تقع المسؤولية المشتركة في بناء وعي مناخي يحمي الأرواح ويصون المجتمع من مخاطر التهويل أو الإهمال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :