facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين من أساء للراية ومن خان الموقف: حادثتان تهزان ضمير الأردنيين


صالح الشرّاب العبادي
24-05-2025 10:57 AM

في وطنٍ يُعلّق راياته في سماء الكبرياء، ويحتفل شعبه الصابر بيوم الاستقلال كأنشودة للسيادة والكرامة، انسلّت خناجر غادرة إلى خاصرة الشعور الوطني، لا من عدوٍ خارجي هذه المرة، بل من بعض من نشأوا في الأرض ذاتها، وارتووا من نبعها، ثم رموا بما يربطهم بها أرضاً، طعناً واحتقاراً.

الحادثة الأولى: الراية التي أُهينت

كيف يمكن لعاقل أن يرى علم بلاده يُنزع ويُرمى في التراب في يوم استقلالها، ولا ينتفض غضباً؟ أية قلوب يملك هؤلاء الشباب الذين انتشر لهم مقطع مصوّر، وهم يفكّون الراية الأردنية، لا في لحظة عبث، بل في ذروة فرحة وطنية؟ إنها ليست مجرد “راية”، بل كرامة وطن، ودماء شهداء، وسنين كفاح من أجل الاستقلال والسيادة.
إن ما حدث ليس تصرفاً فردياً ولا مراهقة عابرة؛ إنه سلوك يحمل في طياته شُحنة كراهية دفينة، وازدراء علني لمشاعر الملايين، واستفزاز متعمد في توقيت وطني دقيق.
ومن هنا، فإن الردّ عليه لا يجب أن يكون ناعماً ولا متسامحاً، بل حازماً وحاسماً.

الحادثة الثانية: جواد العناني… حين سقط القناع

أما الطامة الكبرى، فكانت في ظهور الدكتور جواد العناني، الوزير السابق، والمخطط الاقتصادي الذي لم يقتنع به الشعب الأردني يوماً ما ،وعبر قناة إسرائيلية ، ليس مستغرباً أن يروج البعض للسلام مع الاحتلال، فذلك بات مألوفاً لدى أبواق التطبيع، لكن المستهجن والمستهزأ بعقولنا هو أن يصدر هذا التباكي على الأسرى الإسرائيليين – في عز مجازر غزة – من رجل تولى مسؤوليات عليا في دولة تتبنى رسمياً دعم فلسطين وتقاوم مخططات التهجير.

أي عارٍ هذا؟ أن يظهر وزير سابق في وقت يُباد فيه أطفال غزة وتُقصف مستشفياتها ومدارسها، ليطالب بالسلام مع القاتل؟ ثم على منبر إعلامي إسرائيلي يشرعن التطهير العرقي؟
إن ظهور العناني لا يمثل موقف الأردن، بل يشكل إساءة بالغة للثوابت الوطنية والقومية، ويفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة عن حدود المسؤولية الوطنية لمن يتبوأون المناصب العامة ثم يتحولون إلى أدوات في خطاب العدو.

الشعب الأردني: يقظ ولن يُخدع

هاتان الحادثتان كشفتا أن الشعب الأردني، رغم كل التحديات، ما زال حيّ الضمير، قوي الانتماء، سريع الغضب إذا مُسّت كرامته أو سُفّهت ثوابته ، فمن خرج غاضباً ضد إسقاط الرايات، هو نفسه من استنكر تصريحات جواد العناني، رافضاً أن يُتاجر باسمه على منابر العدو.

لا يجوز السكوت، ولا يكفي الاستنكار الناعم ، المطلوب موقف رسمي يعيد الأمور إلى نصابها: محاسبة من أهان الراية، وتوضيح رسمي بأن من يبرر جرائم الاحتلال لا يمثل صوت الدولة ولا نبض الشعب.

الراية ليست قماشاً، بل عهد ودم وتاريخ.
، والموقف السياسي ليس رأياً مجرداً، بل هو شرف وموقف والتزام ، ومن لا يحترم راية بلاده، أو يقف على منابر العدو ليشرعن ذبح الفلسطينيين، فقد خان الوطن مرتين: مرّة بالفعل، ومرّة بالصمت عليه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :