الاستقلال وتأكيد الهوية الوطنية
عاهد حسين الصفدي
24-05-2025 01:33 PM
تسعة وسبعون عاما على استقلال أردننا الحبيب، من الانتداب البريطاني، الذي جاء بعد الحرب العالمية الأولى، والثورة العربية الكبرى وبعد اتفاقية سايكس بيكو، التي بموجبها، تقاسمت الدول الأجنبية وطننا العربي، ووزعوه فيما بينهم، وبعد نضالات الشعوب العربية لتحرير أنفسها من نير الاستعمار، تمكنت من تحقيق هذا التحرير وطرد المستعمر من أراضيها، وهنا لابد من بحث أهمية هذا الاستقلال وخاصة ،من جهة تأكيد الهوية الوطنية والحفاظ عليها.
إن الاستقلال ليس فقط نهاية مرحلة الاحتلال، بل هو بداية بناء وطن حر بهوية راسخة ومستقبل واعد ولا يمكن للشعب أن ينهض بحق إلا إذا تمسك بهويته، وحافظ على تراثه، وطور ذاته بما ينسجم مع روح العصر دون أن يتخلى عن جذوره، فالهُوية هي البوصلة التي تهدي طريق الاستقلال الحقيقي، وتضمن استمراريته.
تتجسد الهوية الوطنية في اللغة، والثقافة، والدين، والعادات، والتقاليد، والتاريخ المشترك. وبالطبع فإن هذه العناصر كثيرًا ما كانت مستهدفة أثناء فترات الاستعمار، إذ سعى المستعمر دومًا إلى طمس ملامح الهوية الأصلية، واستبدالها بهوية دخيلة تضمن استمرارية سيطرته. من هنا، فإن الاستقلال يمثل لحظة مفصلية في استعادة هذه الملامح، وفي تأكيد الوجود الوطني الحر والمستقل.
كما أن الاستقلال يمنح الشعوب القدرة على صياغة رؤيتها المستقبلية وفق إرادتها، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية. فتصبح السياسات، والمناهج التعليمية، والخطط التنموية، انعكاسًا للخصوصية الوطنية، وتعبيرًا عن هوية مستقلة نابعة من إرث الشعب وتطلعاته.
ومن المهم التأكيد على أن الحفاظ على الهوية لا يعني الانغلاق، بل يستوجب الانفتاح الواعي على العالم، مع التمسك بالأصالة، وتوظيف الحداثة في خدمة المصلحة الوطنية. فالهوية الحقيقية تتقوى في تماسك أبناء الوطن وترابطهم وانتمائهم لترابه، والالتفاف خلف قيادته وتمسكهم بمبادئه وثوابته، لا بتلقي الأوامر من جهات خارجية مغرضة تحرض على زعزعة أمنه واستقراره وتدمير مقدراته البشرية والمادية.
نبارك لأنفسنا ونهنئ الأسرة الهاشمية، بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين، لاستقلال المنلكة الأردنية الهاشمية، ونؤكد انتماءنا لهويتنا الوطنية الأردنية وولاءنا لقيادتنا الهاشمية وعلى رأسها عميد ٱل البيت جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين ابن عبدالله الثاني، حفظهما الله ورعاهما، وحفظ الله الأردن العظيم من كل الحاقدين ومن شر أعمالهم، وكل عام وأنتم بألف خير.
Email: safadi@psut.edu.jo