"في حضرة الاستقلال تتفتح الذاكرة
فرح محمود حواتمة
24-05-2025 09:31 PM
ليس الاستقلال يومًا نحتفل به فحسب، بل هو نبض يسري في عروق الأردنيين، ذاكرة حية تسكن الوجدان، وراية رفرفها الأول كان خفقة قلب أمّ زغردت للوطن، ودمعة أبٍ رأى الشمس تُشرق على كرامته من جديد.
في الخامس والعشرين من أيار، لا نقرأ سطور التاريخ فقط، بل نسمع وقع الخطى الأولى التي مشت بثبات على طريق السيادة
نسمع حناجر الأجداد وهي تصدح في وجه الظلم: "هنا الأردن لا يُحكم إلا بأيدي أبنائه، ولا يُرسم مستقبله إلا على أرض كرامته".
استقلال الأردن لم يكن منحة، بل إرادة لم يكن صفحة تُضاف، بل روح أُمّة اختارت أن تكون سيدة قرارها، وأن تبني دولتها على أسس العدل والحرية والوفاء.
يا أردن
أيها النبيل في مواقفك، العصيّ على الانكسار،
أنت الحكاية التي ابتدأت من تراب، وكُتبت بماء العين،
أنت الحصن، والمأوى، واليقين
في كل حجر من حجارة قلعتك شموخ، وفي كل خيمة بادية لك حكاية وفاء.
يوم استقلالك ليس مجرد ذكرى نمرّ بها، بل هو تجديد للعهد، بأن نبقى الأوفياء لأرضك، جنودك، وقائدك
هو وعد بأن تبقى رايتك خفاقة، وأن تبقى شمسك لا تعرف الغروب.
وإن سألتنا الأرض: "ماذا فعلتم بإرث الاستقلال؟"
قلنا: بنينا، وحمينا، وغرسنا في كل طفلٍ أردني بذرة شرف ووفاء،
قلنا: عاهدنا الملك كما عاهد الأحرار من قبله، أن يبقى الأردن قويًا، عصيًا، واحدًا، لا تفرقه ريح، ولا تهزه عاصفة.
كل عام وأنت بخير يا وطن المجد،
كل عام واستقلالك مسيرة لا تنتهي،
وصوتك بين الأمم لا يخفت بل يعلو كما يليق بكرامة الأردنيين.