عبلة أبو نوار .. أيقونتي في الاستقلال
ريم العفيف
25-05-2025 11:48 AM
من ريم العفيف "أم نوار" وفاء للسيدة عبلة معن أبو نوار أم الشهيد إلى روح القائدة والمربية والملهمة رئيسة الحركة الكشفية في الأردن الست عبلة ، التي علمتنا أن حب الوطن عبادة وأن الإنتماء إليه والولاء لقيادته عمل مقدس.
هنا قبل أكثر من عشر سنوات كانت قد كلفتني بعرافة احتفالات وزارة التربية والتعليم بعيد الإستقلال في القصر الثقافي الملكي برعاية سمو الأميرة بسمة رائدة العمل التطوعي على مدار أكثر من ثلاثة سنوات متتالية.
وكانت تبدأ التجهيزات باعتقادي قبل أشهر من موعد عيد الاستقلال حيث كانت تجوب مدارس المحافظات الأردنية لإنتقاء الفرقة التي تناسب هذا اليوم المهيب مركزة على إظهار عنصر التراث في الأزياء الشعبية والأهازيج والأغنيات والدحية والسامر والشعر النبطي والعمودي من اربد إلى العقبة ومن البلقاء الى الزرقاء .
كانت دقيقة جدا في أن ترسم لوحة فنية تبهر الحضور وتبدع في نقل تراث القرى والبلدان والبادية والمدينة التي تعلو فيها قيمة الوطن وقيادته الهاشمية .
حيث كنت إحدى المرشدات التي تدربت على يديها وكانت رحمها الله تقول لي " أنت خليفتي ياريم في الكشافة والمرشدات".
وأذكر ذات مرة بدأنا الحفل بعد السلام الملكي والبروتوكول المتبع في الاحتفالات الوطنية كانت الدكتورة عبلة تقف إلى جانب سمو الأمير بسمة ودولة فيصل الفايز وحيث قدمت مديرية تربية عمان الثانية رقصة على أغنية "دار الهواشم " للفنان عمر العبدللات من ألبومه غز البياريق فبدأت عيناها تدمع وحينها سألتها ما يبكيكي ست عبلة؟ أجابتني حب الوطن والملك، هذه دموع الفرح بالإستقلال وها أنا اليوم تدمع عيناي فرحا وشوقا لك ولتلك الأيام يا ست عبلة.
وأضافت هذا اليوم هو وجهنا الأبيض أمام العالم ، وقد تزامن هذا الحفل بعد تفجيرات عمان ، وحينها بالإضافة إلى عرافتي للحفل كانت لي مشاركة أخرى في إلقاء قصيدة عن الإرهاب والتي تضمنت مقطعا :
قسما نردده أمامك سيدي
سنظل دستورا وضعت نؤيد
علمتنا أن الفداء لموطن
شرف الرجال بدونه يتبدد
ولغير وجه الله قد عودتنا
أن لا ننكس هامة أو نسجد
ولا أنسى قسم الأنشطة الثقافية في وزارة التربية والتعليم ممثلا بكل من الأستاذ هاني الجراح وماهر خماش ومحمود أبو أسعد وهزاع البراري ومحمد هزاع جمال أبو كحيل الذي كان يقف إلى جانبي دائما داعما ومساندا .
لهم كل الشكر وأطيب التحايا على حرصهم وسعيهم الدؤوب في ترسيخ قيم المسؤولية اتجاه هذا الوطن.
لروحك الرحمة والمغفرة أيقونة الولاء ست عبلة ولأساتذتي الكبار العمر المديد والعذر والتقدير لمن لم تسعفني الذاكرة أن أشير لهم .