يحتفل الأردنيون كل عام بمناسبة عزيزة على كل أردني واردنية وهي عيد الاستقلال الذي كان له الدور الكبير في ان يبدآ الأردن مرحلة البناء الفعلي على كافة الأصعدة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والعسكرية. ان الاستقلال لهو مناسبة يحق للجميع ان يفتخر بها بما تم إنجازه من منجزات وطنية حقيقية في المراحل التاريخية التي لحقت هذا الاستحقاق من إيجاد دستور عصري وتعريب للجيش الأردني والبدء بتسارع ببناء دولة مؤسسات قوية.
لقد استطاع الأردن الصمود في وجه تحديات كثيرة إقليمية و عالمية، فموقعه الجغرافي و التيارات الفكرية و السياسية التي اجتاحت الوطن العربي في السنوات الأولى لما بعد الاستقلال، كانت تتطلب إدراكا و وعيا حقيقيا لما يحاك في الخفاء لكن بفضل الله و قيادة الأردن الهاشمية الحكيمة الصابرة و ذات البال الطويل بالإضافة الى الوعي و النضج السياسي عند غالبية أبناء الأردن استطاع الأردن تجاوز كل هذه الموجات الطارئة الإقليمية و حتى الدولية وان يكون له موقف ثابت و راسخ منطلقا من شرعية دينية و تاريخية اجتماعية و حاكمية و حنكة سياسية ناضجة احتار فيها الصديق قبل العدو.
تفتخر المملكة الأردنية الهاشمية اليوم بما تم تحقيقية على مدار أكثر من مئة عام من البناء والتطوير وتحصين الجبهة الداخلية والمحافظة على دور سياسي إقليمي وعالمي، فالأردن يحظى باحترام غالبية دول العالم، فالتسامح والاحترام وتغليب العقل والفكر السليم والابتعاد عن الشعارات الزائفة جعلت من الأردن نموذجا و موضع احترام واجلال.
كان وما زال استقلال الاردم محميا بالقيادة الهاشمية الرزينة التي بذلت ل ما تستطيع ليبقى الأردن صامدا في وجه التحديات والضغوطات ابتداء من الملك عبد الله المؤسس الى الملك طلال باني دستور الاردن الحديث ومن ثم الشريف الملك حسين بن طلال باني دولة المؤسسات الى جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يقود الأردن في أصعب الظروف التي تمر بها الامة العربية والإقليم ربما منذ مئات السنين. لقد استطاع جلالة الملك عبدالله الثاني بالحكمة والسياسة الرشيدة والصبر والتسامح ان يعبر بسفينة الأردن الى شاطئ الأمان. كانت التحديات كبيرة و عظيمة والضغوطات تفوق القدرات لكن تكاتف القيادة والشعب جعل من الأردن نموذجا فريدا في الوحدة والولاء والانتماء مما ابطل العديد من المؤامرات التي كانت و ما تزال تحاك ضده.
وعلى العهد يسير ولي العهد. فها هو صاحب السمو الملكي الأمير حسين بن عبدالله الثاني ولي العهد يدرك حاجة الوطن له فيبدآ مبكرا الانخراط في العمل السياسي و الاجتماعي والالمام بالقضايا المحلية والدولية وعلى كافة الأصعدة مشكلا داعما و خير من يأتمنه جلالة الملك للتواصل مع دول الجوار والأصدقاء خارجيا في العديد من القضايا الحساسة و التي تتطلب المعرفة و القيادة و الحكمة. كذلك ضرب صاحب السمو الملكي سمو ولي العهد أروع الأمثلة في التشارك الاجتماعي مع الأردنيين في القرى والأرياف والبوادي فأحبه الأردنيين وأحبهم و كان لهم الأخ و الصديق و السند و العزوة.
ان الحديث عن استقلال الأردن لا ينتهي وتفيض الذاكرة بتاريخ مشرف وإنجازات لا يمكن حصرها. فكل عام والأردن الغالي بألف الف خير. كل عام وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم بألف خير، كل عام وسمو ولي العهد المعظم الأمير حسين بن عبدالله الثاني بألف خير. وحفظ الله الأردن قويا عزيزا منيعا.