عيد الاستقلال الـ79
الدكتور محمد خلف الخزاعلة
26-05-2025 07:59 AM
منذ نشأة الدولة الأردنية عام 1921 بدا مشوار النضال والجهاد والتضحيات بقياده الأمير عبد الله بن الحسين منسجما مع موقف الشعب الاردني حيث لا يألو جهداً في بذل الغالي والرخيص من أجل أن تحصل الدولة الأردنية على استقلالها.
واستمرت حركة النضال السياسي والدبلوماسي وطرق كل السبل المتاحة في العلاقات الدولية، من اجل تحقيق الاستقلال المنشود، حيث أثمرت هذه الجهود الجبارة عن تحقيق المنال عام 1946، حيث يعُد هذا التاريخ نقطة مفصلية ونقطة تحول في حياة الدولة الأردنية، إذ انتقلت الدولة من عهد الإمارة الى عهد المملكة الأردنية الهاشمية وانتقل لقب الأمير إلى لقب ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
واصبحت الدولة الاردنية تتمتع باستقلال تام، وما زاد في إرساء دعائم الاستقلال تسلم المغفور له الملك طلال بن عبدالله سده الحكم عام 1951م، عندما جاء بالدستور الأردني دستور 1952 الذي يعتبر من أفضل الدساتير في العالم، حيث نظم العلاقة بين مختلف أركان الدولة الأردنية من الداخل، بالإضافة لرسم سياستها الخارجية.
وما ان اعتلى جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال سلطات الدستورية عام 1953 حتى واصل مسيرة البناء والتطور في جميع المجالات وعلى شتى الصعد الداخلية والخارجية، حيث عمل بكل ما أوتي من قوة وطاقة وذكاء دبلوماسي وسياسي من اجل إرساء دعائم الدولة الأردنية، وبالرغم من كل الظروف والعقبات والصعاب التي رافقت بداياته في الحكم سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، إلا أنه تمكن من مواصلة المسيرة في البناء والتحديث، وقيادة سفينة الوطن نحو شاطئ الأمان والاستقرار والمحافظة على سلامة الوطن الغالي، من خلال الحصول على الاعتراف الدولي بالأردن عام 1955، وانهاء الوجود الأجنبي سواء في الجيش العربي عام 1956، أو في الدولة الأردنية وسياستها من خلال تمكنه من إلغاء المعاهدة البريطانية الأردنية عام 1957.
وما أن وصل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله سدة الحكم عام 1999، ليكمل مسيرة التنمية والنهضة، الصمود، والبناء، حتى أصبح الأردن في عهده نموذجاً من التقدم والازدهار، من خلال العمل الدؤوب في مختلف المجالات، من أجل رفعة الوطن وعزته، وتحقيق طموحات أبنائه، وذلك من خلال العمل على تطوير التشريعات التي من شأنها إحداث التطور النوعي والملموس، في مختلف الميادين وعلى مختلف المستويات، وخاصة ما يتعلق منها بالتحديث السياسي والاقتصادي والإداري، والعمل على توسيع وتجذير شبكة العلاقات العربية والدولية، بما يحقق المصلحة العليا للوطن، والوقوف لجانب الاشقاء العرب في مختلف قضاياهم.
وفي عيد الاستقلال نقول: كل عام والوطن وقائد الوطن وشعبه بألف خير.
اللهم احفظ الأردن عزيزاً منيعاً ارضاً وشعب وقيادة.