facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعزيز الاستقلال


محمود الخطاطبة
27-05-2025 12:39 AM

إذا كان نيل الاستقلال صعبا، ويتطلب سنوات كثيرة من النضال ضد المُستعمرين والمُحتلين، يُرافقها تضحيات بأنفس وأموال، وإذا كانت المُحافظة عليه صعبة أيضا، تحتاج إلى تضحيات من نوع ثان، يقف على رأسها الإخلاص والانتماء والعمل والبناء، فإن الأكثر صعوبة يتمثل بتعزيز الاستقلال.

من حق كُل أردني أن يعتز ويحتفل بهذه المُناسبة، ويتذكر ما قدمه الآباء والأجداد من تضحيات جسام، وبذل الغالي والنفيس للدفاع عن ثرى الوطن.. ومن حق كُل أردني، أن يقرأ تاريخ وطنه، ومُنجزات تحققت على أرض الواقع، أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية أم فكرية أم ثقافية أم عسكرية أم أمنية.

مرة ثانية، إن المُحافظة على مُنجزات الاستقلال، وما تحقق منذ أن أشرقت شمس الاستقلال في الخامس والعشرين من شهر أيار 1946، من رفعة وتطور وازدهار وتقدم، قد تكون صعبة، لكن الأكثر صعوبة، ويحتاج إلى رؤية واستراتيجيات، ورجال ونساء وشباب وشيوخ وأطفال، هو تعزيز الاستقلال.

فعملية تعزيز الاستقلال، عبارة عن حلقات مُتكاملة، تبدأ من الأُسرة، والمدرسة والجامعة، ثم المُجتمع المحلي (الحي)، والمدينة أو القرية، وانتهاء بسوق العمل، أكان حُكوميا أم خاصا.

الأمر، يعني غرس الانتماء في عقول وقلوب الأطفال (طلبة المدارس أولا)، وتوعيتهم بأن الإخلاص للوطن أسمى غايات وجود المواطن على الأرض التي يعتاش فيها أو منها.. كما يعني الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة، ومواكبة التطور العالمي، مُتزامنًا مع صلابة الجبهة الداخلية، وعدم الالتفات إلى «سفاسف» الأمور، أو الوقوف عند قضايا صغيرة، أو لا تكاد تُذكر في مقياس الدول.

الاستقلال، يكون من خلال زرع العمل ضمن الفريق الواحد، في نفوس المواطنين، وأن النجاح سببه الكُل، والفشل كذلك، فعندما تُحقق مؤسسة أو شركة ما تقدما أو نجاحا، فهذا يعني أن الكُل شركاء في ذلك، من أصغر موظف وحتى مُدير الشركة أو المؤسسة.

تعزيز الاستقلال، يكون من خلال المضي قدما من أجل حصول كُل مواطن على تعليم جيد، وتمتعه بمُستوى عال من الخدمات الصحية، وتأمين صحي يضمن له العلاج المُحترم، ويعني أيضا مُستوى معقول من الطرق والمواصلات.

تعزيز الاستقلال، يعني أن نعود إلى الزراعة، لنأكل مما نزرع (خُبزنا من قمحنا)، حتى لا يتم في فترة من الفترات التلويح لنا بـ"الجوع" أو "التجويع"، وهذا ليس بمُستحيل، فالأردن لديه مناخ رائع يصلح لزراعة الكثير من الحبوب والخضار والفواكه.. إذ لا يُعقل أن تكون نسبة ما يُستغل للزراعة لا يتعدى 3 بالمائة من المساحة الصالحة للزراعة في الأردن.

تعزيز الاستقلال، يكون من خلال الانتباه جيدًا لموضوع "العطش"، خصوصا أننا نملك آبارا جوفية وسدودا، بمقياس الكثير من الدول تُعتبر جيدة، لكن تجويدها يعني إعادة تأهيلها أو زيادة عددها أو مساحتها، خصوصا أن الكثير من المُراقبين يقولون بأن الحروب القادمة ستكون من أجل المياه.

"تعزيز الاستقلال"، يعني التيقظ جيدا لوضع الرجل المُناسب في المكان المُناسب، فالأردن في هذه الأوقات العصيبة يحتاج إلى رجالات وطن ودولة، في آن واحد، رجالات لديها إرادة، وحزم، وصاحبة قرار، وقادرة على تحمل تبعات ذلك في سبيل النهوض بالوطن، والمُحافظة على ما تحقق من مُكتسبات.

«تعزيز الاستقلال»، يكون من خلال السير بخطى ثابتة وواثقة إلى الأمام بموضوع الحُريات، وتعيينات تعتمد الكفاءة والخبرة، بعيدا عن المناطقية، كما يعني مُحاربة الواسطة والمحسوبية، والقضاء على الفساد والفاسدين.. فوطننا يستحق.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :