اليمن في قلب المعادلة: قوة صاعدة تُغير موازيين القوى
مظفر عثمان ابداح
27-05-2025 08:07 AM
تعتبر اليمن اليوم قوة إقليمية لا يمكن الاستهانة بها، وظهر ذلك بعد القوة الصاروخية التي ظهرت بضرب أهداف بالعمق الكيان الإسرائيلي، مما جعل ترامب يطلب من عُمان أن تتدخل للوساطة مع الحوثيين، الاتفاق الذي صدم البعض حيث أنه لم يشمل الكيان الإسرائيلي، ولم تحقق الضربات العسكرية هدف ترامب وهو القضاء على أنصار الله، وهذا يدل على قوة الحوثيين العسكرية والاستخباراتية، حيث استمر الحوثي بضرب الصواريخ طيلة الفترة الماضية، ووقفت القوة الأمريكية عاجزة على ردع منفذ تلك الضربات، لذلك تخلت الولايات المتحدة وبشكل مفاجئ عن الكيان الإسرائيلي بخوص الضربات التي تتلقاها من اليمن.
ربط البعض الاتفاق أنه لضمان سلامة الأراضي التي زارها الفترة الماضية، وهي السعودية، وقطر، والإمارات فقط، إلا أنه ورغم انتهاء زياراته لم يتراجع عن اتفاقه، حيث جاء الاتفاق كفرصة لترامب ليكون نواة لافاق أكبر مع إيران (الحليف الأكبر لأنصار الله)، كما هو فرصة للحوثيين لزيادة الضغط على الكيان الإسرائيلي للقبول بوقف إطلاق النار على غزة، ويُعتبر نصرًا لجماعة أنصار الله أيضًا، حيث رغم كل الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على اليمن، إلا أنها صمدت وأفشلت الهدف بوقف دعم المقاومة الفلسطينية في غزة وعدم فصل الجبهتين عن بعضهما، واستمرار اليمن بإطلاق الصواريخ والطائرات المُسيّرة تحو فلسطين المحتلة، رغم الصعوبات التي يُواجها اليمن من الفقر، والانهيار الاقتصادي، وأزمات النزوح، وشبح المجاعة الذي يُلاحقها منذ سنوات، لذلك لا بُدَّ أن تقوم الدول العربية بحل أزمة اليمن الداخلية سياسيًّا وتوحيد اليمن دون إقصاء أي طرف ودعم اقتصاده المنهك، فاليمن السعيد يُعتبر حصنًا منيعًا للدفاع عن المنطقة ولا يمكن التخلي عنه.
لا يمكن لعاقل أن يقول أن اليمن أقوى من أمريكا، أو أن يقول أن سلاح الجو الأمريكي لا يستطيع ضرب أهداف في اليمن، لكن لا يمكن حسم حرب بالاعتماد على سلاح الجو فقط، فمن الصعب غزو اليمن بريًّا، أو تحقيق أهداف تلك الحرب، وذلك لعدة أسباب أهمها:
1-التضاريس الجبلية الوعرة حيث تمتاز اليمن يتضاريسها الجبلية والتي من الصعب تحرك المركبات الحربية والجنود فيها بحرية وسهولة.
2-الخبرة القتالية للسكان المحليين حيث أن المجتمع اليمني لديه خبرة قتالية عالية.
3-الأسلحة المنتشرة محليًا حيث يعتبر الشعب اليمني من أكثر الشعوب تسلحًا بالعالم.
تلك الأسباب ليس وليدة اليوم؛ فالتاريخ خير شاهد على تصدي اليمن للغزوات من قبل الأحباش وثم العثمانيين وثم البريطانيين، حيث تعرض اليمن للكثير من الغزوات لما يملكه من موقع جغرافي مهم؛ كموقع استراتيجي يُشرف على مضيق باب المندب، والذي يُعتبر بوابة البحر الأحمر، ولا ننسى أهمية اليمن من الموارد الطبيعية كالنفط والغاز والذهب أيضًا.