ماذا ننتظر من قيادة نقابة المحامين القادمة؟
د. المحامية هديل العتيلي
27-05-2025 12:56 PM
" تحديات و طموحات اللقاءات الانتخابية"
في اثناء كتابة هذا المقال تكثر الزيارات التي يقوم بها مرشحو موقع مجلس نقابة المحامين من نقيب و اعضاء كونها فترة الانتخابات الخاصة بالمجلس لاختيار النقيب و اعضاء المجلس ، إلا أن هذه الفترة تعد من أهم الأدوات التواصلية التي تعزز التفاعل المباشر بين المرشحين والناخبين ، حيث ينبغي أن تكون هذه الزيارات مجرد خطوة روتينية في الحملات الانتخابية، وان تبني جسراً للتواصل المباشر الذي يسمح بفهم احتياجات المحامين وتطلعاتهم، و ان تعكس التزام المرشحين بالشفافية والانفتاح.
ويجب ان تكون أبرز التطلعات من هذه اللقاءات الانتخابية ما يلي:
.1تعزيز الثقة بين المرشحين والأعضاء ، بحيث يعد اللقاء المباشر بين المرشح وأعضاء النقابة فرصة لبناء جسور الثقة، حيث يتيح للمحامين التعرف على شخصية المرشح، منهجه، ومدى التزامه بقضايا المهنة ويسهم الحوار وجهًا لوجه في تبديد الشكوك وخلق بيئة انتخابية صحية تعتمد على الوضوح والواقعية .
.2 التعرف على مطالب المحامين ومشكلاتهم ، حيث يستطيع المرشح رصد التحديات اليومية التي تواجه المحامين، سواء المتعلقة بالمعاملات النقابية، الصعوبات المهنية، أو القضايا التشريعية التي تؤثر على عملهم، مما يساعد في صياغة برامج انتخابية واقعية تعالج مشكلات حقيقية بدلًا من الاكتفاء بشعارات عامة . .3نشر الوعي بأهمية المشاركة الانتخابية ، بحيث تشجع الزيارات و اللقاءات الزملاء اصحاب المهنة على المشاركة الفاعلة في الانتخابات، إذ يدركون أن أصواتهم تؤثر في صنع القرار النقابي ، و تتيح للمرشحين شرح رؤيتهم للإصلاح وتوضيح كيفية تحقيقها، مما يعزز الوعي بأهمية الدور النقابي.
ولعل أهم اهداف هذه اللقاءات الانتخابية يجب أن تتمحور على :
-عرض البرنامج الانتخابي ، بحيث يجب على المرشح ان يستغل هذه اللقاءات لتقديم خططه العملية لتحسين أوضاع النقابة، سواء في مجال الدفاع عن حقوق المحامين، تطوير الخدمات النقابية، أو تعزيز مكانة المهنة قانونيًا واجتماعيًا.
-جمع الانطباعات والملاحظات، بحيث يستمع المرشحون إلى آراء الأعضاء وانتقاداتهم، مما يمكنهم من تعديل برامجهم لتكون أكثر شمولًا واستجابةً لاحتياجات القاعدة العريضة.
-التواصل مع كافة الفئات داخل النقابة ، بحيث تمكن المرشح هذه اللقاءات الوصول إلى المحامين الجدد، القدامى، المحامين في المحافظات المختلفة، والنساء في المهنة، لضمان تمثيل جميع الفئات في البرامج الانتخابية.
وعليه فاللقاءات الانتخابية لمرشحي مجلس نقابة المحامين من نقيب و اعضاء ليست مجرد تقليد انتخابي، بل هي آلية حيوية لضمان ديمقراطية نقابية حقيقية. من خلالها، يتحول الحوار من خطابات عامة إلى نقاشات تفصيلية تخدم مصلحة المهنة ككل. لذا، ينبغي على الأعضاء استقبال هذه الزيارات بجدية، والمطالبة ببرامج واضحة وقابلة للتنفيذ، بينما يتعين على المرشحين من نقباء و اعضاء اعتبارها فرصة للاستماع أكثر من الكلام لتحقيق نقابة أكثر تماسكًا وفاعلية.
بحيث يسعى نقيب المحامين وأعضاء النقابة لتحقيق خدمة لمرفق العدالة و تطوير مهنة المحاماة وتعزيز دورها في دعم هذا المرفق ذلك من خلال مجموعة من الإصلاحات والخطوات العملية التي تهدف إلى تحسين أوضاع المحامين، وتعزيز استقلال القضاء، ورفع كفاءة الخدمات القانونية ، و تعزيز استقلالية المحامي و حمايته و تطوير منظومة التحول الرقمي مع تبسيط الاجراءات لتطوير منظومة الكترونية متكاملة لخدمات النقابة ، و تفعيل الاجراءات الالكترونية للمحاماة و إنشاء منصات تدريبية رقمية لتطوير مهارات المحامين في المجالات القانونية الحديثة بما يتوافق مع متطلبات الوقت الحاضر من ثورات في الذكاء الاصطناعي ، وتحسين الخدمات النقابية والدعم المالي و تطوير نظام التقاعد النقابي لضمان حياة كريمة للمحامين بعد انتهاء ممارستهم للمهنة ، و تكثيف عملية التطوير المهني والتدريب المستمر في التخصصات القانونية الناشئة، مثل الجرائم الإلكترونية، التحكيم الدولي، والقانون الرقمي ، و الذكاء الاصطناعي و التأهيل الوظيفي الالكتروني ، و تعزيز دور المحامين في إصلاح المنظومة القضائية لتحقيق العدالة الناجزة ، و توفير فرص تدريب عملي في المكاتب الكبرى والمؤسسات القانونية المرموقة المبتدئين الجدد ، و انشاء عيادات قانونية مجانية لتقديم الاستشارات للفئات غير القادرة .
ختاماً ،، يجب ان تسعى نقابة المحامين، تحت قيادة النقيب وأعضائها، إلى تحقيق تطور شامل يخدم مرفق العدالة وينعكس إيجابًا على المحامين أنفسهم، هذه الجهود لا تقتصر على تحسين الخدمات النقابية فحسب، بل تشمل أيضًا إصلاحات قانونية وتكنولوجية تواكب العصر، مع الحفاظ على استقلال المهنة وكرامتها ذلك من خلال العمل الجماعي والرؤية الواضحة، يمكن تحقيق نقابة قوية تدعم العدالة وتضمن حقوق المحامين في آنٍ واحد.