facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ابن سلمان .. الى أين أنت ذاهب؟


د. محمد بزبز الحياري
27-05-2025 03:31 PM

يقول محمد بن سلمان في آخر وأقوى تصريح له: اوروبا الجديدة هي الشرق الاوسط، وفي الخمس سنوات القادمة ستكون الدول العربية وفي مقدمتها السعودية، دول مختلفة تماما ...هذه حربي التي اخوضها انا شخصيا ، ولا اريد ان افارق الحياة الا وانا ارى الشرق الاوسط في مقدمة دول العالم.

توطئة

يدور رحى المنطقة على ثلاث مشاريع رئيسية كبرى :

المشروع التركي

الذي تمدد بالاونة الاخيرة عبر بوابة سوريا وقطف ثمرة ثلاثة عشر عاما من الكر والفر في ظل غياب عربي واضح، لكني اعتقد ان هذا المشروع مرتبط شخصيا بأردوغان ويستمد رحيق حياته منه وسيغيب حال غيابه .

المشروع الايراني

الذي اضمحل واندحر مؤخرا بفعل فاعل وكسرت مجاديفه وقُصَت أذرعه،ولم تقم ايران بأي مقاومة تذكر حيال ذلك، وآثرت التراجع والانسحاب من الساحة حفاظا على مكتسباتها ، وخوفا من الانجرار لحرب( تتمناها اسرائيل) يعيدها للمربع الاول، فقد آثرت الانزواء( مؤقتا) واحترمت موازين القوى بشكل منطقي وواقعي، وانكفأ مشروعها الى داخل حدودها الى حين، أو على الاقل لغاية الاعلان الرسمي عن امتلاكها السلاح النووي ودخولها نادي الردع الذي سيبث الحياة مجددا بمشروعها الامبراطوري التاريخي.

المشروع الاسرائيلي

وهو الاخطر ،ويأخُذ هذا المشروع شكلين مدمجين ببعضهما حد التوحد، شكل يخص اسرائيل نفسها وفق اهدافها وإعتباراتها بالمحافظة على الكيان المحتل وتوسيعه وإخضاع المنطقة كاملة بأي وسيلة، والشكل الآخر امتداد لمشروع غربي تتزعمه امريكا، والذي تُشكل اسرائيل رأس حربته وأداته، يتمثل ايضا بالسيطرة على ارادة المنطقة ومواردها .

طورت هذه الدول مشاريعها عبر عقود من الزمن ليست بالقليلة بالعمل والجد والاجتهاد( والتحايل) ضمن رؤية توافقية مدعمة بقيادات سياسية براغماتية مؤدلجة وظفت شعوبها ومواردها بهذا الاتجاه ،والتفاصيل اصبحت معروفة للجميع.

في هذه المشاريع نرى ايضا ان فلسطين كانت عنوانا ثابتا ،لكن الاستراتيجية مختلفة، فإسرائيل تريد محو هذا الاسم من التاريخ والمستقبل ، بينما نرى ان فلسطين وقضيتها بالمشاريع الاخرى لا تتعدى كونها مادة اعلامية وحنجورية تتستر خلفها هذه الدول لتعبيد طرق مشاريعها والمتاجرة بها لتكون اكتر قبولا، وتذكرة دخول لشعوب المنطقة التي تمتاز بالعاطفة حد الثمالة حين سماع الخطب الرنانة سواء من ايران او تركيا حول مزاعمها بتحرير فلسطين من البحر للنهر، كل هذه المشاريع ولم يكن هناك أثر او بوادر لأي مشروع عربي، فهم مشغولين بأنفسهم ، لابل انهم الحقل والهدف للمشاريع آنفة الذكر، وتركوا الغير ليشتغل بهم.

اما بعد
من هو محمد بن سلمان صاحب التصريح الاهم والمعني بعنوان المقال؟

هو ولي العهد السعودي الذي استلم زمام الحكم نيابة عن والده( لظروف صحية) منذ العام ٢٠١٧، وبغض النظر عما يقال جزافا حول هذا الشاب الواعد هنا وهناك ، الا انه اثبت قوة شكيمة وإرادة صلبة ،وسعة افق ،وهمة لا تفتر منذ بواكير عهده ، وبدأ يتعامل مع القضايا الرئيسية في بلاده حسب التسلسل والاولوية الصحيحة بعزم وتصميم قل نظيرها وأولها ترتيب البيت الداخلي... وقد كان..... والان يقود مرحلة طموحة على المستوى السعودي والعربي يشار لها بالبنان.

ابرز انجازات ابن سلمان وهو يقود مسيرة التحول الطموحة في المملكة العربية السعودية

_ مكافحة الفساد واجتثاثه ، وهي المهمة التي افتتح بها بواكير عهده بالحكم وأعاد قطار النزاهة والشفافية لسكته الطبيعية.
_ رؤية ٢٠٣٠ الذي قطع شوطا كبيرا بها واهدافها تحويل اقتصاد السعودية الى اقتصاد متنوع ومستدام من خلال تطوير قطاعات جديدة واستثمارات عملاقة بها مثل السياحة والترفيه والتكنولوجيا والذكاء الصناعي والطاقة المتجددة، وتقليل الاعتماد على النفط كدخل رئيسي للمملكة.

_ مشروع نيوم لتوطين التكنولوجيا : وهي مدينة مستقبلية على البحر الاحمر تهدف ان تكون مركزا للابتكار وتوفر بيئة مستدامة ومتقدمة للتكنولوجيا على غرار وادي السيليكون (Selecon Vally).

_ تطوير البنية التحتية : تشمل مشاريع كبيرة ومتنوعة مثل مشروع البحر الاحمر ، تطوير شبكة الخدمات اللوجستية النقل والمواصلات وتحديث المطارات، مشروع قطار الحرمين السريع...الخ.

_ تمكين المرأة ورفع شأنها، ومساواتها بالحقوق والواجبات مع افراد المجتمع تبعا لتعاليم الاسلام
وغير ذلك الكثير من الانجازات هنا وهناك...

لقد نقل بن سلمان السعودية الى مراكز متقدمة على مستوى المنطقة والعالم وأحدث تغييرا داخليا هائلا وبزمن قياسي على كافة المستويات اجتماعيا وإقتصاديا وسياحيا ...الخ

المملكة العربية السعودية

_ دولة عربية كبرى ذات تاريخ وحاضر مشرف ومستقبل واعد.

_ تلعب السعودية دورا محوريا ومتناميا في السياسة الدولية والاقليمية وخصوصا في منطقة الخليج والشرق الاوسط.
_ تُعد السعودية من اكثر الدول التي تساهم في دعم القضايا العربية والاسلامية ، ومن الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وتشارك في العديد من المبادرات الدولية والاقليمية.

_ تحظى المملكة بعلاقات دولية وازنة وعميقة مع جميع القوى العظمى وحضور فاعل وقبول من جميع الدول العربية.

_ اكبر اقتصاد عربي، وهي من اكبر عشرين اقتصاد على مستوى العالم(G20) وتحتل المركز ١٩ بناتج محلي اجمالى تجاوز ترليون و١٣٦ مليار دولار لعام ٢٠٢٤

_ من اقوى ٥٠ جيش على مستوى العالم وحطت بالمركز ٣٢ عالميا، والثاني عربيا بعد مصر حسب تصنيف ( Fireglopal power) لعام٢٠٢٥

_ تحظى المملكة بوفرة من الموارد الطبيعية ، فهي تحتل المرتبة الثالثة عالميا في قائمة الدول الاكثر توفرا وتنوعا بالموارد الطبيعية بإحتياط رئيسي من النفط والغاز مثلا يقدر بحوالي ٣٤ ترليون دولار وهو ما يعادل٢٠ بالمئة من الاحتياطي العالمي المكتشف ، بالاضافة للموارد الطبيعية الاخرى ومعظمها من المعادن الثمينة كالذهب ، الفضة البلاتين ، اليورانيوم، النحاس، الفلسبار، الفوسفات، الحديد ،الكبريت ،الزنك، الرصاص، النيكل ، الكروم، المنغنيز، التنغستن ، القصدير ، الالمنيوم، الجبس ، الميكا، الملح، التنتالوم، النيو بيوم، وغيرها الكثير من الموارد.

_ كل هذا ولا ننسى ان السعودية هي قبلة الاسلام والمسلمين بوجود اطهر بقعتين على وجه الارض مكة والمدينة حيث تهوي سنويا الى تلك البقاع افئدة اكثر من ١٥ مليون حاج ومعتمر لاتمام فرائض دينهم.

المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة والمثابرة مؤهلة وبحكم التاريخ والحاضر، مدعما بحقائق الموقع الجيوسساسي لإكمال مشروعها الطموح في الخليج والمنطقة وان يكون نواة لمشروع عربي واعد... مشروع يكون ندا للمشاريع التي تعيث بالمنطقة منذ مائة عام وأكثر، ويكبح جماحها ،وهي فرصة للسعودية والعرب لاقتناص اللحظة التاريخية ووضع انفسهم على خارطة التأثير بالعالم.

ماذا نطلب من ابن سلمان

_ان يستمر بمشروعه بنفس الزخم والهمة كون المشروع قد يحتاج لاكثر من خمس سنين.

_ ان يجعل فلسطين هي بوصلته اينما استدار فلا مشروع اذ لم تكن فلسطين هي محوره وقبلته ونتيجته.
_ ان يبني الدولة والمؤسسات عوضا عن بناء الاسم، فالاسم زائل والدولة والامة باقية.
_ الانطلاق بمشروعه نحو الفضاء العربي التواق لهذه النقلة التاريخية، فلا يكتمل المشروع العربي وحتى السعودي الا بإكتمال عناصره العربية المؤثرة والفاعلة، ففي هذا المشروع ،كل له دوره التكاملي والمتمم.

حفظ الله المملكة العربية السعودية قيادة وترابا وشعبا فهي عمق وذخر الامة العربية والاسلامية وجزء لا يتجزأ من مستقبلها الواعدالناهض.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :