في لقاء ولي عهدنا الأمين تدفق عشقاً للوطن وحرقة على رياضته، رسم سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد البلاد المفدى، خارطة طريقٍ لنهضة رياضية شاملة، كاشفاً ببصيرة القائد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عن جواهرَ كامنةٍ وثغراتٍ تحتاج سداً. فلم يكن حديثاً عابراً، بل كان نداءً ملحاً لإطلاق طاقات الأردن الكامنة، وصرخةً مدويةً في وادٍ من التحديات.

ومما يبدو واضحا أن سموه متابع عن كثب، بعينٍ لا تغفو وقلبٍ يخفق للكرة الأردنية كما يخفق قلب أي مواطنٍ غيور، إذ أشار إلى أدق تفاصيل المشهد الرياضي ، فهو كالشعلة المتقدة، يتابع تفاصيل المنتخبات والفرق، ويغوص في أعماق الألعاب الجماعية والفردية، باحثاً عن بارقة أملٍ أو معالجة أي خلل يعانيه المنتخب والأندية الرياضية.
لقد رأى سموه ما قد يخفى على الكثيرين: *كنوزاً بشريةً مكنونةً ، مواهبَ متألقةً كالنجوم في سماء الليل، لكنها، للأسف، تائهةٌ في ظلام الإهمال، لم تُمنح فرصة الإشراق ولم تُكرم حق تكريمها. هذه الخامات النادرة هي الذهب الخام الذي يحتاج لمن يصقله ويخرجه إلى نور المنافسات، بدلاً من أن يُدفن تحت ركام الإهمال والتهميش.

وفي حديثه عن الأندية، كانت كلماته كالسيف القاطع: واقعٌ لا يسرّ الناظرين. فهياكل بعضها كالسفن التائهة في بحر متلاطم الأمواج، تفتقر إلى دفة الإدارة الحكيمة وأشرعة التخطيط الفني السليم. إنها صروحٌ رياضيةٌ تنتظر نهضةً إداريةً وفنيةً تعيد إليها بهاءها، لترتفع من كبوة الواقع إلى سمو الطموح، وتصبح مناراتٍ حقيقيةً تُخرّج الأبطال لا المتفرجين.

أما على صعيد المنتخب الوطني، فكان سموه تجسيداً حياً لـقلب الأردن النابض بحب النشامى. يقف في طليعة المشجعين، حاملاً حلم الملايين: التأهل إلى كأس العالم. برؤية الثاقب، إذ يرى الأمير المحبوب أن الفرصة الذهبية قد حانت، كضوء الفجر الذي يلوح بعد ليل طويل من خلال الظروف المهيأة، والإمكانات قابلة للتشكيل، والأحلام قادرة على التحقق، شريطة أن تتكاتف الجهود وتتوحد الإرادات لتحويل هذا الحلم الجماعي إلى حقيقةٍ ملموسةٍ تُدخل بلدنا الحبيب في نادي الأمم العظمى رياضياً.

ومن هذا المنطلق، تبرز دعوة سموه الصارخة على الأندية أن تفتح أبواب رعايتها على مصراعيها، وأن توسّع مداركها لتستوعب تلك المواهب الزاخرة كالبحر الهادر ، فالاستثمار في الإنسان الرياضي هو الضمانة الوحيدة لاستمرارية العطاء، وخلق أجيالٍ متعاقبةٍ تحمل راية الأردن عاليةً في المحافل الدولية. وعلى المنتخب الوطني كذلك مسؤولية اختيار الأفضل من بين الأفضل، ليكونوا سفراءً حقيقيين للهمة الأردنية والإرادة التي لا تلين، ساعين بكل جهد لتحقيق حلم القائد الأعلى، وسمو الأمير، وكل أبناء الشعب الأردني الأبي: أن نكون بين صفوة العالم في ملاعب كأس العالم .

فالرياضة اليوم، في ظل رؤية سمو ولي العهد، ليست مجرد تسلية أو منافسة؛ إنها عمودٌ فقريٌ لبناء الوطن، ومرآةٌ صادقةٌ تعكس وجهه الحضاري المشرق. وهي الجسر الذي يعبر من خلاله العالم ليعرف قيم أردننا الحبيب وإنجازاته وإرادة أبنائه. إنها لغة عالمية تنطق باسم الأردن قبل أن تنطق باسم الأبطال.

حفظ الله بلدنا الحبيب أردن العز تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الامين سمو الأمير الحسين في مسيرتهم الإصلاحية، ورزقنا الخير والفلاح في قادم الأيام، ليكون الأردن، برياضته وأبنائه، دوماً في المقدمة.