facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نشمي الوطن: الأمير الحسين في عيون الأجيال الجديدة ورسالة المستقبل


أ.د. أحمد منصور الخصاونة
29-05-2025 06:00 PM

منذ تشريفي بتكليفي عميدًا لكلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات في الجامعة الهاشمية عام 2010، بترشيحٍ كريمٍ من معالي الدكتورة رويدا المعايطة، رئيسة الجامعة آنذاكِ، راودني طموحٌ نبيلٌ وشغفٌ شخصيٌّ عميقٌ بأن ألتقي بصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظّم، وأن أتشرّف بدعوته ليكون ضيفًا كريمًا على طلبة الكلية الذين لا يحملون اسمه فقط على مدخل كليتهم، بل يحتفون به رمزًا للفخر والانتماء، ويُجسِّدون قيم الولاء والوفاء في قلوبهم وعقولهم.

وقد أخبرتني معاليها، يوم تشريفي بالتكليف، بكلماتٍ لا تزال محفورةً في ذاكرتي، إذ قالت:
"أنت لا تقود مجرَّدَ كليةٍ، بل تقودُ الكليةَ التي تتشرف بحمل اسم شبلٍ هاشميٍّ، هو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولا تعمل في أيِّ جامعةٍ، بل في الجامعةِ الهاشميةِ التي تحمل في اسمها جزءًا من اسم المملكة، وعمقًا في جذور العائلة الهاشمية المباركة."

كانت تلك الكلمات بمثابة عهدٍ وشرفٍ ومسؤوليةٍ مضاعفةٍ، حملتها في قلبي وعقلي، ودفعتني للمضي بعزمٍ وإخلاصٍ في خدمة الكلية وجامعتها ووطنها واسمها العزيز المرتبط بقيادتنا الهاشمية الملهمة.

لقد راودني هذا الحلم منذ اللحظة الأولى كأمانةٍ وطنيةٍ وأكاديميةٍ، إيمانًا مني بأن حضور سموه بين أبنائه الطلبة سيشكّل لحظةً تاريخيةً ومصدرَ إلهامٍ للأجيال الصاعدة، ورسالةً ساميةً من القيادة الهاشمية إلى شباب الوطن تؤكد أنهم في صميم الاهتمام، وعنوان المستقبل، وأمل التقدّم والنهضة. ظل هذا الحلم يرافقني كأمانةٍ أكاديميةٍ ووطنيةٍ، لا تغيبُ عن وجداني، ولا تنفصلُ عن رسالتي في خدمة التعليم العالي، وتشكيل وعي الجيل الجديد، وتوجيه بوصلته نحو الولاء والانتماء والتميز. كنتُ دومًا متطلعًا، بكلِّ شغفٍ وإيمانٍ، إلى اليومِ الذي تتزيّن فيه ساحات الكلية بحضور سموه، صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ليكون اللقاء عنوانًا للإلهام، ومنارةً للأمل، وتجسيدًا حيًا لرباط المحبة بين القيادة الهاشمية وشباب الوطن.

ذلك اللقاءُ الذي تمنّيتُه، لم يكن مجرَّدَ حدثٍ بروتوكوليٍّ أو زيارةٍ رسميةٍ، بل رؤيا عميقةٌ لمعنى القدوة الوطنية، حيث يلتقي شبلُ الهاشميِّين مع شبابِ الأردن الطامحين، ليمنحهم من حضوره دفعةَ أملٍ، ومن حديثه نبراسَ مستقبلٍ، ومن اهتمامه شهادةً بأنهم في قلب الأولوية الوطنية، ومحلَّ الرعايةِ والاعتزازِ من القيادة الهاشمية التي ما فتئت تؤمنُ بأن مستقبل الوطن يُصنع في قاعات الجامعات ومختبرات الكليات وعقول المبدعين.

كنت أراه لقاءً تختصرُ فيه اللحظةُ الزمنَ، وتُجسِّدُ فيه الرمزيةُ أسمى معاني الانتماء، ويُصبحُ فيه الحلمُ تجسيدًا ملموسًا لرؤيةٍ ملكيةٍ تؤمن بالشباب، وتراهن على طاقاتهم، وتدفع بهم إلى صدارة التغيير والبناء.

حينئذٍ، وبمجردِ أن تولَّيتُ مسؤولياتي، بادرتُ بمخاطبةِ الديوان الملكي الهاشمي، راجيًا أن يتشرّفنا صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بزيارةٍ إلى الكلية التي تحمل اسمه، ويعتز بها طلبتها اعتزازهم بالوطن والقيادة. لكنَّ سموَّه، يومئذٍ، كان لا يزالُ في ريعانِ شبابِه، منشغلًا بتحصيله العلمي، يتأهّل للمهمة الكبرى التي أعدّه لها بعنايةٍ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه. فجاءَ الردُّ من الديوانِ الكريمِ، مفعمًا بالتقدير، يعبِّر عن الامتنان ويرجئ الزيارة إلى وقتٍ لاحقٍ.

ومنذ ذلك الحين، لم يكن اسم سموه يومًا غائبًا عن وجدان طلبتنا، بل بقي حاضرًا في القلوب والعقول، كما بقيت رؤيته الشابة الطموحة مصدر إلهامٍ لنا جميعًا. لقد حرصنا على غرس حب الوطن، والولاء الصادق للقيادة الهاشمية، والإيمان بأن العلم والتميز والعمل الجاد هو السبيل لبناء الأردن الذي نحلم به، ونفديه بالمهج والأرواح. وكم أقام طلبتنا من أيامٍ علميةٍ ووطنيةٍ، رفعوا فيها صورةَ سمو الأمير عاليًا، لا تكريمًا لاسم الكلية فحسب، بل تعبيرًا عن محبةٍ راسخةٍ، وانتماءٍ صادقٍ، وتفاعلٍ حيٍ مع رؤيةٍ ملكيةٍ شابةٍ تجسد الأمل والطموح والنهضة.

وحين تولّيتُ مهمتي الجليلة رئيسًا لإحدى الجامعات الأردنية، وجدت في قلوب طلبتي ذات المحبة الصادقة التي عرفتها منذ كنت عميدًا في الجامعة الهاشمية. تابعتُ بشغفٍ واعتزازٍ كيف يزداد ارتباط الشباب بسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ويتابعون أنشطته وظهوراته الوطنية بكل فخرٍ واهتمامٍ، مستلهمين من حضوره القيادي ورؤيته المستقبلية ما يعمّق فيهم الإيمان بدورهم في صنع الغد.

وكنتُ في كل لقاءٍ يجمعني بهم، أحرص على أن أُذكّرهم بأن مسؤوليتهم كشباب هذا الوطن عظيمةٌ، وأن الأردن يبني آماله على وعيهم، ويُراهن على عطائهم، وأن أمامهم قدوةٌ ناصعةٌ تتمثل في سمو ولي العهد، هذا الأمير الشاب الذي يجسد في فكره وسيرته وتفاعله مع أبناء شعبه صورةَ القائد القريب من الناس، الملتصق بهمومهم، المؤمن بدور الشباب في البناء والنهضة. كنتُ أقول لهم دومًا: "انظروا إلى سمو الأمير، في جِدِّه وتواضعه، في علمه وعزيمته، في إخلاصه وانتمائه، تجدون صورةَ الشاب الأردني الذي نريد أن يكون في مقدمة الركب، يصنع الفرق، ويقود التغيير نحو أردنٍ أقوى، وأبهى، وأقدر على مواجهة التحديات."

وعندها، شاءت الأقدار أن يُصادف ذلك الوقت مناسبةً وطنيةً غاليةً على قلوب الأردنيين جميعًا، وهي زفاف صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظّم. وقد شرّفتني القيادة الهاشمية بدعوةٍ شخصيةٍ كريمةٍ لحضور الحفل، فكان ذلك من أسمى لحظات الفخر التي أعتز بها في مسيرتي.

ولم يكن طلبة الجامعة بمنأى عن هذه المناسبة، بل كانوا في قلبها، ومشاعرهم تفيض فرحًا وبهجةً، إذ أقاموا ليالي سمرٍ واحتفالاتٍ طلابيةٍ عفويةٍ تعبّر عن محبتهم وولائهم، وعمّ الفرح في كل أركان الجامعة، حتى بدت في تلك الأيام كأنها تتزيّن وتحتفل كعيدٍ وطنيٍّ كبيرٍ. علّقوا الزينة، رفعوا الأعلام، وتبارت أصواتهم بالتهنئة والدعاء، في مشهدٍ مهيبٍ تختلط فيه مشاعر الفرح بالانتماء، ومظاهر الاحتفال بروح الوفاء. كانت الجامعة آنذاك، بحقٍّ، صورةً مصغّرةً عن الأردن كلّه، يتوشّح محبة الأمير، ويُجسّد تلاحم القيادة بالشعب، وصدق المشاعر التي يحملها الشباب نحو رمز الأمل والطموح، سمو الأمير الحسين.

واليوم، وأنا أتابع الفيلم الوثائقي "نشمي"، الذي سلّط الضوء على الجوانب الرياضية والإنسانية في شخصية سموه، عادت إليّ المشاعر ذاتها التي حملتها يوم دعوتُه إلى كليتنا؛ مشاعر الفخر، والرجاء، والدعاء لهذا الوطن العزيز، ولهذا الأمير النشمي، الذي نراه في كل ميادين العطاء: بين الشباب الطموح، ومع الرياضيين في ساحات الإنجاز، وبين مقاعد الدراسة، وفي مواقع المسؤولية حيث يُبنى المستقبل.

لقد بدا سمو ولي العهد في هذا الوثائقي كما عرفه الأردنيون دومًا: شابًا أردنيًا صادقَ النَّفَس، هاشميًّا في خُلُقه، مقدامًا في مسيرته، يحمل وجع الناس وهمومهم في قلبه، ويصوغ تطلعاتهم بلغةٍ تفهمها عقول الشباب وتلامس أرواحهم.

لقد أثبت سموه بما لا يدع مجالًا للشك أن القيادة ليست منصبًا يُمنح، بل قدوةٌ تُجسّد، ورسالةٌ تُعاش، ومسؤوليةٌ تُؤدّى بالتواضع، والعمل، والتفاني. وأن حب الناس لا يُشترى بالشعارات، بل يُكتسب بالصِدق، والمواقف، والقرب من الناس، كما يفعل هو.

إنه الأردن الذي نحب، ويقوده ملكٌ هاشميٌّ حكيمٌ، ويقف إلى جانبه ولي عهدٍ يُشبه الناس، ويُلهم الشباب، ويقودهم لا من فوقهم، بل من بينهم.

*حماك الله يا نشمي الوطن، ووفّقك لما فيه خير الأردن، وأدامك ذخرًا لشبابه وحاضرِه ومستقبله.*





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :