facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطة ويتكوف .. وقف لإطلاق النار أم هندسة سياسية لواقع جديد؟


صالح الشرّاب العبادي
30-05-2025 10:41 AM

بين هدوء مفاجئ في التصريحات، وتحركات مكوكية في الدوحة والقاهرة، بدأت ملامح مبادرة جديدة تتبلور على الطاولة، تحمل هذه المرة توقيع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، رجل الأعمال الذي بات يمثل الذراع السياسية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية ، الخطة، التي يجري التفاوض عليها بوساطة قطرية ومصرية وبرعاية مباشرة من إدارة ترامب، وُصفت بأنها الأكثر قربًا من التوافق منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر.

تفاصيل المبادرة تبدو مفتوحة الاحتمالات ، وقف لإطلاق النار لمدة ستين يومًا، يتخلله إطلاق سراح جزئي لمحتجزين إسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، بينهم محكومون بالمؤبد ومعتقلون ما بعد الحرب ، كما تشمل الخطة تسليم رفات عشرات الفلسطينيين، وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع فور توقيع الاتفاق ، هذه المعادلة، التي تبدو إنسانية في ظاهرها، تتقاطع في عمقها مع أهداف سياسية وأمنية أوسع، تحاول إعادة رسم التوازنات داخل غزة وخارجها تمنح إسرائيل البقاء والعودة للحرب في اي وقت او بعد انتهاء تبادل الأسرى واثناء او بعد انتهاء الهدنة …!!!

في الجانب العسكري، تلتزم إسرائيل بوقف عملياتها الهجومية، مع بقاء قواتها في مواقع متقدمة وعرضانية مع اتجاه تسليم المساعدات، ضمن ترتيبات تُوصف بأنها “إعادة انتشار” لا “انسحاب” ، كما تتضمن الخطة فترات يومية لوقف الطيران الحربي الإسرائيلي، ما يشير إلى سعي منسق لتهدئة ظرفية تُسهّل دخول المساعدات وربما تُهيّئ الأرض لمفاوضات أوسع حسب ما يراه نتنياهو فيما بعد، وعلى الجانب الإنساني، فإن ما يُقدّم من مساعدات مشروط بالتنفيذ المتبادل، ولا يخلو من اعتبارات الضغط السياسي، خصوصًا أن دخولها متزامن مع الإفراج عن الأسرى وتسليم الجثامين.

أما في البعد السياسي، فتبدأ مفاوضات غير مباشرة فور التوقيع، تستمر طوال مدة التهدئة، في محاولة لصياغة تفاهمات أشمل حول مستقبل القطاع. لكن التناقض في المطالب يهدد بتقويض أي اختراق فعلي ، فإسرائيل تشترط نزع سلاح حماس وتفكيك إدارتها للقطاع، بينما تتمسك الحركة برفض أي صيغة تمسّ سلاحها أو تُبقي الاحتلال داخل غزة ، هي معادلة متوترة، تتخللها حسابات داخلية إسرائيلية أكثر تعقيدًا، حيث يرفض وزراء اليمين المتطرف كبن غفير وسموتريتش هذه الخطة علنًا، ويهددون بإسقاط الحكومة إن مرّت دون “الحسم الكامل”.

حماس من جهتها أعلنت رسميًا تسلم المقترح، وقالت إنها تدرسه بمسؤولية وبما يحقق مصلحة شعبها، في حين أعلن البيت الأبيض مساء الخميس أن إسرائيل وافقت عليه مبدئيًا ، وتشير الأنباء إلى أن الرد الرسمي من حماس سيصدر اليوم أو غدًا على أبعد تقدير.

ليست هذه أول خطة تهدئة تُعرض، لكنها بالتأكيد الأكثر تركيزاً وتعقيداً في بنيتها، والأكثر جدلًا في توقيتها ، فهي تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل، وتتراجع فيه أصوات الداعمين لاستمرار الحرب ، حتى داخل واشنطن ذاتها ، في ظل إبادة جماعية لشعب بأكمله وتطهير عرقي علني وخذلان اقليمي وعالمي ودولي غير مسبوق . بينما تبدو الخطة محاولة لخلق هدوء نسبي، فإنها أيضًا تقدم نموذجًا جديدًا لإدارة الأزمة: هدوء تحت عين الاحتلال، ومفاوضات تحت نار الاشتراطات ، وفرض واقع حربي واحتلالي جديد .

خطة ويتكوف لا تعد بسلام او على الاقل انهاء الحرب، بل بهدنة مشروطة قد تفتح الباب أمام واقع مختلف، نجاحها رهن بقدرة الوسطاء على ضبط إيقاع التنفيذ، وباستعداد الأطراف لتقديم تنازلات صعبة في توقيت بالغ التعقيد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :