facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من ستة أيام إلى ستمئة يوم: العنوان .. ازلية البقاء


د. محمد القوابعة
30-05-2025 03:52 PM

الرقم "600" لم يعد مجرد عدٍّ للأيام؛ بل تحوّل إلى رمزية ثقيلة، تسلط الضوء على حجم الفقد، والتدمير، الذي نال من أهلنا في غزة، الأرض والإنسان.

ستمئة يوم من حرب ممنهجة، يعيش في ظلها أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة تحت حصار خانق، يخنق الأنفاس قبل أن يخنق الحياة. آلة قتل لا تهدأ، إبادة مستمرة طالت الحجر قبل البشر، في ظل عجز دولي مريب وصمت أممي مخزٍ، وفقدان أو بالأحرى انعدام الإرادة السياسية لإيقاف الجريمة.

لن أطيل في وصف الحال، فما يجري في غزة لم يعد خافيًا حتى على من يقطن أطراف المعمورة، فكيف يخفى على الجار والقريب؟ لذا، أتناول في هذا المقال هذه الحرب من زاوية مغايرة: من الداخل الإسرائيلي.

اختبار الداخل: فشل الدولة العبرية في حرب اللا نهاية

يصف أليشع بن كيمون في يديعوت أحرونوت واقع الحرب بكلمات نارية: "القيادة الإسرائيلية فشلت في كل اختبار، وعلى رأسها رئيس الحكومة الذي يهرب من اتخاذ القرارات ويدفع البلاد نحو مأزق استراتيجي عميق".

أما آفي أشكنازي، في صحيفة معاريف، فيكتب أن إسرائيل عالقة في "تيه استراتيجي"، وأن الدولة التي احتلت الشرق الأوسط في ستة أيام عام 1967، عاجزة منذ 600 يوم عن هزيمة منظمة مسلحة ببنادق كلاشنكوف. ويخلص إلى أن "الحرب تحوّلت إلى مستنقع بلا اسم، بلا نهاية، ولا أفق سياسي".

بن كسبيت، من ذات الصحيفة، يصف يوم 7 أكتوبر بـ"الهزيمة الأصعب في تاريخنا"، مؤكدًا أن الصدمة لم تكن عسكرية فحسب، بل نفسية ووجودية أيضًا. الدولة باتت في نظر مواطنيها هشّة، والعجز السياسي يفضح ذلك يومًا بعد يوم.

كارني ألداد، في يسرائيل هيوم، تتناول الإرهاق النفسي الذي يضرب الجيش والجبهة الداخلية والمجتمع، وتصفه بأنه غير مسبوق، وبأنه يعبّر عن مأزق وجودي لا يقل خطورة عن مأزق عسكري أو سياسي.

كل ذلك يعكس شرخًا أفقيًا وعموديًا يضرب الدولة الإسرائيلية. فهذه الحرب لم تصب طرفًا واحدًا أو مكونًا بذاته، بل كشفت عمق الأزمة البنيوية في الدولة والمجتمع معًا.

الطوفان الذي أعاد تعريف الصراع

عملية "طوفان الأقصى" لا يمكن فهمها إلا كحلقة جديدة – وربما مفصلية – في عمر صراع عمره أكثر من سبعين عامًا. فمن نصر إسرائيلي في حرب الأيام الستة عام 1967، إلى اجتياح بيروت واحتلال أول عاصمة عربية في الثمانينات، ظن كثيرون أن الكيان قد تجاوز حدود فلسطين ليرسم مشهدًا جيوسياسيًا جديدًا خارجها.

لكن فلسطين، كما في كل مرة، قالت كلمتها. بعد سنوات قليلة من اجتياح بيروت، اندلعت الانتفاضة الأولى في 1987، لتعيد البوصلة إلى حيث يجب أن تكون.

واليوم، بعد مرور 600 يوم على هجوم السابع من أكتوبر، تعترف النخب الإسرائيلية بأنهم يواجهون انكسارًا لم يعرفوه من قبل. فالصراع لم يعد صراع جيوش، بل إرادة، ووعي، وصمود، ووجود.

القصة لم تنتهِ بعد، لكنها باتت أكثر وضوحًا. عمادها هو الشعب العربي الفلسطيني، هذا الإنسان العظيم، القادر على الإبداع في ظل الركام، والابتكار وسط الدم. هذا المكون الأصيل من أمة العروبة والإسلام، الذي أثبت أنه لا يُكسر، ولا ينهزم.

"وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :