إلى أبي الذي لم يمت رغم رحيله عن هذا العالم
خالد الشرمان
31-05-2025 11:24 AM
لا أدري ما هو الشيء الذي افتقدته بموتك.. ربما أنني فقدت نفسي.. ربما أكون قد دخلت في عمق حفرة عميقة مظلمة الجوانب باردة الشعور .. لا أدري ما سر ضياعي بعد موتك .. وكأنك دخلتَ أنتَ للحياة بذلك الموت .. ودخلت أنا للموت ببقائي وحيداً في هذه الحياة.
بكَ سرٌّ لا أستطيع الوصول إليه ... بكَ اقتراب الأسى من الأمل .. واليأس من التفاؤل .. بك العمق الإنساني الذي رسمتُهُ في نفسي .. وعشت به معك مدى أيام حياتي المنقضية .
أرى نفسي بكَ .. أرى الدنيا بعد موتك ناقصة .. أحس أنني غريب كل الاغتراب عن هذه الدنيا .. أرى الناس وحوشا انقضت عليَّ وغدوت أنا كالفريسة .. كنتُ ألوذ بحمى روحك وهمتك وأنت حي تحسُّ بما أعاني من ألم ومعاناة وظلم أعيشه في زوايا العمر السائر نحو المجهول من هذه الدنيا الغريبة .
أتساءلُ .. لماذا أتيتُ لهذا العالم وحيدا دونما سندٍ أستند إليه إن ضاقت دروب الحياة .. وها هي ضيقة .. أضيق من سم الخياط في عيني .. أتساءلُ لماذا أخذك القدر مني لأبقى دون عونٍ ودون رفيق أعود إليه وقد ضاقت بي الدنيا ... هذه مشاعري .. تصرخ وتعتمل داخل النفس كل دقيقة .
كنتُ أعود إليكَ كلما رماني الدهرُ في أعماق الظلام .. فأستنير بضيائك ... أين أنتَ الآن مني أيها الوفي .. أين أنت ؟؟!! يا إلهي كم كان الموتُ بخيلاً إذ اصطفاك وخلَّفني على دروب هذه الحياة الظالمة ... فكانت أيامي بعدًكً بلا أمل .. وكأنني منذ ساعة موتك .. سقطتُ في وادٍ عميقٍ لم أستطع الخروج منه .. ولم أزل .. فمتى ليَ اللحاقُ بكَ يا أعظمَ إنسانٍ في داخلي عاش وهو حي .. وازداد حياةً بنفسي بعد موته .