facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثورة النقل وعصر السيارة فائقة الذكاء


م. بسام ابو النصر
04-06-2025 05:04 PM

يتجه العالم الى تحول جذري في قطاع النقل، ولقد عملت تقنية صناعة السيارات الكهربائية إلى ما يشبه ثورة شاملة تمس عناصر التنقل، من الطاقة إلى الذكاء الصناعي، ومن البنية التحتية الى التخصصات الاكاديمية التي يتم استحداثها لتواكب هذه الثورة.

ستتحول السيارات الكهربائية خلال السنوات القادمة من خيار بديل إلى نمط سائد. ومع استمرار تطوير البطاريات، يتوقع أن تصل السيارات ذات البطاريات الصلبة إلى مدى يتجاوز 1200 كيلومتر للشحنة الواحدة، مع زمن شحن لا يتعدى 15 دقائق. مع أن البطاريات السائلة ستظل مستخدمة ولكن بشكل محدود بسبب وزنها وكفاءتها. وتتسابق شركات كبرى مثل تسلا لإنتاج سيارات ببطاريات أكثر استدامة، وأقل كلفة، وأكثر أمانًا، بينما يظهر هناك بطاريات السيليكون والأملاح الصلبة، وهنا سيكون بمقدور السيارة الكهربائية ان تتجاوز 1500 كيلوم متر للشحنة الواحدة.

أما السيارات التقليدية التي تعتمد على الوقود التقليدي، فستتراجع خلال السننوات القادمة، إذ إن دولًا كثيرة بدأت بالفعل سنّ قوانين لتمنع بيعها خلال العشر سنوات القادمة، ما يدفع بشركات تصنيع المحركات إلى تحويل خطوط إنتاجها إلى الهجينة أو الكهربائية. وقد نرى خلال عقدين من الآن أن السيارات العاملة بالوقود تتحول إلى ما يشبه النوادر أو المتاحف، ولذلك لا بد من وضع إستراتيجيات تتعلق بالية الانتقال من الوقود التقليدي الى البدائل المتاحة، وتهيئة البنى التحتية، وتسويق البنزين والديزل في مسارات أخرى غير مسار النقل، والاستعداد الى كوكب يخلو من اي وقود احفوري.

لكن التغيير لا يقف عند حدود الطاقة. فالذكاء الاصطناعي يُعيد تعريف القيادة نفسها. السيارات ذاتية القيادة تنتقل من مرحلة التجريب إلى الواقع، وتُظهر إحصائيات السلامة الأولية أنها قادرة على تقليل نسبة الحوادث بشكل كبير، خصوصًا تلك الناتجة عن الخطأ البشري.

ومع تطور شبكات 5G والبنية التحتية المرتبطة بالحساسات وتطور تطبيقات ال GPS والخرائط الحية، ستتمكن السيارات من التفاعل مع الطرق والمركبات الأخرى والبيئة المحيطة لحظة بلحظة. وقد لا يمر وقت طويل حتى تصبح القيادة الذاتية الكاملة خيارًا قانونيًا ومتاحًا للجميع.

تلك الطفرات التقنية ستُنتج بدورها تخصصات جديدة، من هندسة أنظمة الذكاء الاصطناعي للسيارات، إلى علم البيانات في إدارة أساطيل النقل الذكي، إلى برمجيات الأمان والتحكم، وهندسة البطاريات، وصيانة الأنظمة الكهربائية، وكلها مجالات يتسارع الطلب عليها في الجامعات والمعاهد التقنية.

البنية التحتية بدورها مطالبة بتغيير جذري. فشبكات الشحن السريع يجب أن تتوسع وتغطي كل المدن والمناطق النائية، مع حلول ذكية لتوزيع الكهرباء ومنع الانقطاعات. كذلك سيُعاد تصميم المدن لتناسب المركبات ذاتية القيادة، وربما يُخصص لها مسارات خاصة مزودة بأنظمة تواصل رقمية لحظة بلحظة.

ولأن ثورة النقل لا تتوقف عند العجلات، فإننا نرى في الأفق سيارات طائرة في مراحل التجريب المتقدمة، وقطارات مغناطيسية تفوق سرعتها 500 كم/س، وتكنولوجيا نقل تعتمد على الأنابيب المفرغة من الهواء (Hyperloop) ، حتى فكرة السيارة التي تُغذّي نفسها بالطاقة الشمسية لم تعد خيالًا، بل هناك نماذج تجريبية قطعت مئات الكيلومترات باستخدام ألواح شمسية مدمجة، وهي الآن في طور التحسين قبل الطرح التجاري.

أما من حيث الأسعار، فقد بدأت السيارات الكهربائية بالنزول تدريجيًا مع انتشارها، ونتوقع خلال عقد من الزمن أن تصبح أسعارها مساوية أو حتى أقل من السيارات التقليدية، خاصة مع الدعم الحكومي والتحوّل الصناعي الكامل نحو الإنتاج الكهربائي.

كل هذا يجعلنا نعيش بدايات "عصر ما بعد السيارة الذكية"، عصر لا تكون فيه السيارة مجرد وسيلة نقل، بل منظومة متكاملة من الذكاء والطاقة والنمط الحياتي. عصرٌ يُعيد رسم علاقة الإنسان بالطريق... ويمنحه وقتًا أكثر، وسلامةً أعلى، وبيئةً أنظف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :