حجاج بيت الله يؤدون "الركن الأعظم" .. والألسن تبتهل بالدعاء
05-06-2025 08:15 AM
عمون - استقر حجاج بيت الله الحرام، في جبل الرحمة في مشعر عرفات، مؤدين الركن الأعظم في مناسك الحج، وسط حالة إيمانية كبيرة، ومتابعة دقيقة من السلطات السعودية، التي وفرت المناخ المناسب لمؤدي الفريضة.
وبدأ حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح اليوم الخميس، بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج، وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن، الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة؛ ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام.
وأدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر في مسجد نمرة، الذي اعتلى منبره الشيخ الدكتور صالح بن حميد، مسديا نصحه للمسلمين، وما ينبغي أن يتحلى به المسلم من صفات العبودية الخالصة لله تعالى، حاثًا الحجيج على الإكثار من الثناء على الله، وذكره، ودعائه في هذا اليوم الذي يُعدُّ موطنًا لإجابة الدعاء ومضاعفة الحسنات.
وأكد بن حميد ا على إن ما توليه المملكة العربية السعودية من عناية واهتمام بالغين بعمارة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وما تقدمه لحجاج بيت الله الحرام ممثلة في أجهزتها الخدمية والأمنية من رعاية وعناية فائقين؛ مكّن لهم أداء مناسكهم وشعائرهم بأمن وطمأنينة ويسر.
وشدد على ضرورة الالتزام بالأنظمة والتعليمات والتوجيهات المنظمة للحج، وهو جزء من تحقيق مقاصد الشريعة، ويُعدُّ واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا وسلوكًا حضاريًّا يُعبّر عن روح التعاون والانضباط، وسهولة أداء المناسك دون عناء أو مشقة.
ومن المفترض أن ينفر حجاج بيت الله الحرام من عرفات إلى مشعر مزدلفة، وهي المحطة الثالثة من المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجاج في رحلة الحج، وتقع بين مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجاج فيها بعد النفير من عرفات، ويؤدون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا، ثم يجمعون الحصى لرمي الجمرات في منى.
وتحتضن ساحات مشعر عرفات تواجدا مكثفًا للجهات الحكومية من مختلف القطاعات الأمنية والطبية والبلدية، في خطط تنظيمية واسعة، حيث يتم تشغيل مستشفى جبل الرحمة، وعدد من المراكز الصحية والنقاط الإسعافية المنتشرة في نطاق المشعر، لاستقبال الحالات الطارئة وتقديم الرعاية الفورية لكافة ضيوف الرحمن.
وتشهد المنطقة المجاورة لجبل الرحمة مشروع تطوير وتحسين، سعياً للارتقاء بالخدمات والمرافق لتجويد الخدمة لضيوف الرحمن، وأتمت شركة "كِدانة" تظليل وتطوير 85 ألف متر مربع من ساحة مسجد نمرة وتظليلها بـ 320 مظلة و350 عمود رذاذ، وتشجير المنطقة، ما يسهم في إثراء تجربة ضيوف الرحمن، كما حددت مساحة 60 ألف متر مربع لتظليل وتبريد المسارات بمشعر عرفات، وتزويدها بمراوح رذاذ لتقليل تأثير حرارة الشمس المباشرة.
ويعتبر جبل الرحمة أو جبل عرفات من أشهر جبال مكة المكرمة الدينية والتاريخية، وهو أكمة صغيرة يصعد إليها الحجاج يوم عرفة للوقوف بها، حيث وقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الصخرات الكبار المفترشة في طرف الجبل، واستناداً إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف".
ويعرف هذا الجبل بجبل الرحمة، وتعرّفه كتب الجغرافيا الإسلامية بجبل إلال ويسمى أيضاً بالنابت، وربما أطلق هذا الاسم الأخير على الصخرات التي وقف عليها الرسول، صلى الله عليه وسلم.