رد سياسي وإنساني على مقالة داود عمر داود
د. بركات النمر العبادي
05-06-2025 01:36 PM
ردًا على مقال الأستاذ داود عمر داود بعنوان "الفلسطينيون لم يبيعوا أراضيهم لليهود"، والذي جاء فيه هجوم غير مبرر على دولة ريئس وزراء الاردن الراحل الدكتور عبد السلام المجالي رحمه الله ، نود التوضيح التالي:
1- احترام الموتى واجب أخلاقي:
أولًا الدكتور عبد السلام المجالي رجل دولة خدم وطنه بإخلاص، سواء اتفقنا مع آرائه أو اختلفنا، وقد توفي وانتقل إلى رحمة الله، ومن الواجب الأخلاقي والديني أن نحترم حرمة الموتى، ولا نغتابهم أو ننسب إليهم نوايا لم يصرحوا بها، أو نستخدم تصريحاتهم خارج سياقها لخلق فتنة أو إدانة مجانية.
" يقول رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم (اذكروا محاسن موتاكم) قول نبوي شريف فيه من الحكمة ما يردع عن التشويه بعد الوفاة.
2- تصريحات المجالي: قراءة واقعية أم تبرير سياسي؟
الدكتور المجالي لم يقل أن كل الفلسطينيين باعوا أراضيهم، ولم يشر إلى الأمر كموقف أخلاقي مبرر، بل تحدث – كما هو واضح من سياق المقابلة – عن واقع سياسي معقد، وواقع قانوني فرضته سلطات الاحتلال منذ العمل بقانون "أملاك الغائبين" 1950، فهل يعقل أن نأخذ حديثه ونحوّله إلى اتهام أخلاقي جماعي؟ هذا إجحاف واضح لا يليق برجل دولة.
3- نفي بيع الأراضي لا يلغي الواقع الاستيطاني:
نحن نعلم جيدًا أن الغالبية الساحقة من الفلسطينيين لم يبيعوا أراضيهم، بل طُردوا منها بالقوة والمجازر، لكن الادعاء بأن ولا أحد إطلاقًا باع، هو تعميم مضاد غير دقيق أيضًا.
يجب التفريق بين الحالات الفردية النادرة التي وقعت (وغالبها تمّ عبر وسطاء قبل النكبة) وبين الرواية الاسرائيلية التي ضُخّمت لتبرير اغتصاب الأرض، وهذا ما يُحتاج إلى دقة تاريخية وتحقيق علمي لا انفعالي.
4- من واجبنا الدفاع عن القضية الفلسطينية، دون تشويه أبناء الأمة:
بدلًا من جلد الذات أو التهجم على شخصية أردنية مرموقة، لماذا لا نوجه القلم والعدسة نحو الاحتلال وجرائمه؟ الدكتور المجالي لم يكن عميلًا لاسرائيل، بل كان جزءًا من مفاوضات السلام – التي وإن اختلفنا معها – لم تكن نابعة من خيانة، بل من سعي لحماية بلده وسط ظروف معقدة.
5- واخيرا كان الاجدر بصاحب المقال ان يعلق على هذا التصريحات والرجل كان حيا ليتسنى له الرد و الدفاع عن نفسه، ولا اعرف لماذا اثارة هذا الموضوع في هذا الوقت، هل هذا سعيا للفتنة النائمه الا ولعنت الله على من ايقضها.
وخلاصة القول:
نحن مع الدفاع عن القضية الفلسطينية بكل جوارحنا، لكننا ضد أن نستخدم القضية كمنصة لتخوين أو إدانة رجال رحلوا عن عالمنا. فليكن خطابنا موحدًا ، حكيمًا، ناضجًا، وإنسانيًا ، ما الحقيقة التاريخية، فهي تحتاج دائمًا للبحث، لا التهجم.
رحم الله الدكتور عبد السلام المجالي، وكل شهداء فلسطين، ورفع عنا هذا الظلم التاريخي.
حمى الله الاردن وسدد على طريق الخير خطاه..