facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عيد الأضحى .. عيد المودة والتضحية والفداء


فيصل تايه
06-06-2025 12:43 AM

ونحن نستقبل مع النسمات الصباحية الأولى ، حلول عيد الأضحى المبارك ، بالتكبير والتهليل والفرحة ، مبتهجين بانقضاء فريضة من فرائض ديننا الحنيف ، مرحبين بيوم الفداء والمودة والصلة والعتق من قيود النفس الشحيحة ، وفرحة الحجاج في أداء المناسك والتضحية والتحلل من الإحرام ، في مشهد لم ترَ أهيب منه العيون ، وموطن لم تخشع في مثله القلوب ، فما أروعهم وهم يغسلون ذنوبهم بشعائر الحج الاعظم فيعودون باذن الله كيوم ولدتهم أمهاتهم ، فمرحبا بسعادة الغني بالبذل والعطاء وفرحة المسلمين بتحقيق الأمنيات..

عيد الاضحى المبارك ، هو استشعار لعظمة الحدث الإنسانيّ الدينيّ العظيم المتمثّل في الحج ، اذ علَّق الله "تبارك وتعالى" الأرواح فيه بديار جدباء قاحلة ، حيث لا ظلّ فيها ولا نضارة ولا ماء ، وإنما تحمل في محيطها الشعور والمشاعر التي لا يُنسيها الزمان ، ولا تمحوها الأيام ، قد جعل الله -سبحانه- في هذا المنسك من العبر والعبرات ، والذكرى والعظات ما يزيد الإيمان ، ويغرس التقوى ، حيث ينبغي الوقوف وقفة تأمل وتفكر وتبصر في تجليات ذلك المشهد الروحاني باستحضار كل تلك المعاني العظيمة .

عيد الأضحى المبارك هو عيد يختزل في حروفه ومعانيه ومراميه كل ما يعني التضحية ، فيه رمزية "الفداء" للإنسان الذي كرمه الله عند افتداء الله بذبح عظيم لنبيّه إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، ليصبح الذبح شعيرة من شعائر الدين تأكيدًا لقداسة هذا الإنسان وحرمة إراقة دمه ، ولا عبرة في إراقة دم الحيوان إلا التزام المسلمين بمبدأ السلام وصون كرامة الإنسان في هذه الحياة القائمة على سنة التنوع والاختلاف والتدافع في الأرض ، وإحياء مبدأ التكافل بين الناس حين يتذكر الغني جاره أو أخاه الفقير ، فأنت بالأضحية تتقي الله بسلوك منهجه القويم في السلام والمحبة ، وتعميق وشائج الألفة والتراحم والتسامح والسمو فوق كل الصغائر وكل مغريات الدنيا الزائلة .

عيد الاضحى المبارك هو العيد المشروع لفرحة المسلمين في الالتفاف حول مناسبةٍ جليلة وفرحةٍ كبيرة تتجاوز بها النفوس ولو مجازاً أهوالها الجِسام ، لينطلق من مناسبة حيوية مهمة ، حيث نعيش الفرح الكبير فيه ، ويحاول أن يمدّ هذا الفرح من خلال ما يمدّ به المناسبة في الذكرى تارةً ، وفي الممارسة تارة أخرى ، لكن يبدو ان عيد الاضحى يأتي للسنة الثانية على التوالي حاملاً معه مشاعر الألم المستمر ، اذ يعز علينا أن نستقبل هذا العيد واهلنا في الضفة والقطاع يعانون البطش وسط كرب غير مسبوق ، وبحور من الدماء خارج نطاق تصور العقل ، فابسط مظاهر العيد مستحيلة في غزة وهي ترزح تحت وطاه الإبادة والتفاصيل لا تقل عن كارثة إنسانية، حزن وفَقْد وحداد ، وأنقاض دفنت أحلام الفلسطينيين وقتلت فرحة أطفالهم.

هذا اليوم ندعو الله تبارك وتعالى ان يخرج امتنا العربية والاسلامية من براثن الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يعيد لهذه الامة أمرها ولمّ شملها ، وتمتد الأيادي لبعضها البعض ، لتصفى النفوس ، وتغسل الادران ، وتلتقي القلوب الرحيمة والأفئدة الرقيقة ، لتبدأ مع إشراقة صباح العيد صفحة جديدة من الألق والرخاء والصفح الجميل ، وليكون هذا العيد بمثابة مراجعة للنفوس وتصفيتها مما علق بها من أوجاع ، وكنس غبار ما مضى للوصول إلى محطةٍ فاضلة ، ولننتصر كلنا للإنسانية المفعمة بالنبل والترفّع عن الأحقاد المقيتة.

وأخيراً سنبقى ندَعو في هذه المناسبة الجليلة إلى مزيد من التآخي والمحبة فهي الفرحة التي تقتحم قلوبنا ، وسنظل نحتفي بها وندعو الله في كل عيد أن تأتي الأعياد القادمة وقد تحققت كل امانينا ، وان يرفع الضيم عن أهلنا في غزة اللهم واحفظ أرواحهم وأبناءهم وردهم إلى ديارهم مردًا كريمًا آمنًا ، وسنظل نردد دعوة خليل الله – ابراهيم عليه السلام - رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وارزق اهله من الثمرات - وان يديم علينا هذا الوطن دار امن وامان وواحة رخاء واستقرار ، سائلين المولى ان لا يغير حالنا الا الى حال خير منه ، وان يديم علينا قيادتنا الهاشمية ، وان يحفظ مليك البلاد لما يحب ويرضى ، إنه على كل شيء قدير .

اللهم تقبَّل مِنَّا واقبلنا، واجعلنا من المقبولين، اللهمَّ ارزُقنا الإخلاصَ في القول والعمل، ولا تجعَل الدنيا أكبَر همِّنا، ولا مَبلَغ علمنا، وصلَّى الله على محمد وعلى أهله وصحبِه وسلَّم، والحمدُ لله ربِّ العالمين
ودمتم والوطن والأمة سالمين ..
وكل عام وقلوبكم تحمل فرحا لا ينتهي ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :