facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هُم العُمانيون .. أهل ضيافة ووفاء


د.هشام المكانين العجارمة
07-06-2025 09:10 PM

كعادتهم أهل عُمان يثبتون أنهم أهل الطّيب والنخوة، أهل الضيافة والكرامة، وكأنهم بذلك يسعون لإثبات الطّبب، والطّيب من منبعه لا يُستغرب، فأصل الطّيب عُماني كما يقول الأشقاء، وهو كذلك حقيقة.

ما فعله شعب عُمان لنشامى الأردن ومن ارتحل لمناصرتهم يُدرج في الأخلاق سمواً، وفي البهاء علواً؛ فالعمانيون عرفوا قدر من في ضيافتهم، فأكرموهم بحُسن الاستقبال وكرم الضيافة، أسروهم بطيب المُعاملة وجاذبية الأخوة، العُمانيون الذين لم يكونوا يوماً غرباء عن أشقائهم يدركون أن اللقاء له شجون وأن الذكرى تبقى عالقة في الأذهان، فعملوا لذلك وجسّدوا أنبل صور الاخاء لأشقائهم القادمين من عمّان وأخواتها التي لطالما عجّت بتقدير الأشقاء، ولأن الوفاء لا يقابل إلّا بالوفاء، كانت الأخلاق الأسلوب الذي عبّر عنه العُمانيون لسلوكهم؛ لتكون حباً على حُب ووفاءً على وفاء، وكما قيل: "القَدْر في الصّدور وليس بالقُدور"، فكيف إذا رحبت قُدورهم بتكريم ضيوفهم، وحالهم يقول: " أنتم أهل الدار ونحنُ بها الضيوف".

العُمانيون الذين قدروا المشجعين، ووفروا الطعام والماء للصائمين وغيرهم، وشاشات العرض لمن لم يحصلوا على تذاكر حضور المباراة الاخيرة، هم ذاتهم الذين استقبلوا نتيجة المباراة برحابة صدر، وسعة أفق، وبشاشة مُحيا ، قدموا الحلوى العُمانية، بل ولم تخرج منهم كلمة إساءة أو تجريح أو مِنّة، بل كل ما صدر عنهم وعجّت به منصاتهم الرسمية والشخصية - إزاء تأهل منتخب النشامى لكأس العالم كأول فريق عربي - مفاده: كُله إلنا، منتخب النشامى يستحق الصدارة، هو منّا ونحن منه، مبارك للهاشميين، مبارك للأردنيين، كل الأردنيين، وكأنهم بذلك يشاطروننا الغناء: "لفينا العالم لفينا ،، مثل الأردن ما لقينا،، أردنيين ونهتف لك ،، حبينا ترابك حبينا".

في اللغة، بين عمّان وعُمان ضمّة، نعم صغيرة برسمها لكنها كبيرة باحتضانها للعرب والإنسانية والحياة؛ فقادة البلدين كانوا ولازالوا منذ عهد الراحلين الحسين الملك وقابوس السلطان - طيب الله ثراهما - كما هم، لم تغيرهم ظروف، ولم تعكر صفو أخوتهم تحديات.

واليوم، يسير على ذات النهج الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظهما الله - ليحافظوا على إرث العظماء، وليثبتوا للعالم أجمع - وإن تباعدت بهم الديار- بأنهم الكِبار، فهم الأقرب أخوة، والأسمى مكانة، والأعظم مهابة، والأصدق نهجاً وسياسة.

العُمانيون قدموا للأردن الكثير، قدموا لمؤسساته ولشعبه، لمواقف القيادة والريادة، تقديم مبعثه الامتنان لا الإمنان، فالعُمانيون حينما يقدمون فهم يقدمون لأنفسهم، لذا، لا غرابة أنهم لا يزالون يساهمون بتعزيز مسيرة بلدهم الأردن، والأردن حقيقة بلدهم.

العُمانيون - ولأنهم أهل للوفاء- يعلمون أن الأردن كان من أوائل من رفدوا السلطنة بالتعليم وساهموا بنهضتها، بل لا يزالون يرفدونها بالتقدير والحُب، وهذه رسالتهم - عيال هاشم- منذ فجر التاريخ.

وفي سياق عطاء الأردنيين ووفاء العُمانيين، لا زلت أذكر ذلك المعلم القدير والمربي الفاضل نهار السواعير العَجـارمـة - رزقه الله بركة العمر - الذي قضى منذ عقود خلت سنوات طويلة من عُمره في ولاية عبري وغيرها في مسيرة التعليم، فكان العمانيون وإياه على طريق الوفاء ذاتها، لم ينسوا بدايات، ولم يقطعوا وصال، وكانت زيارة وفدهم الأخير رفيع المستوى له في منزله في ضواحي عمّان، منذ وقت قصير، والذي كان جُلّه من طلبته في عهد سبق، كمُمثلين عن الديار وأهلها زيارة ملؤها الحُب والنقاء، زيارة تُثلج الصدر وتبرهن أن الخير لا يزال في هذه الأمة.

وعلى الجانب الشخصي، لا يزال كاتب هذا المقال بوصفه أكاديمياً ومدرباً للتنمية البشرية قُيّض له زيارة ولاية الظاهرة وعبري والبانه وصور ومسقط العاصمة لتدريب كوادر وزارة التربية والتعليم والشرطة السلطانية يحمل في وجدانه أطيب الذكريات وأرقاها لشعب هو الأوفى والأرقى، بل لا يزال كاتب المقال الأحرص على حضور احتفالات السفارة العُمانية في عمّان احتفاءً باليوم الوطني العُماني الذي يوافق 20 تشرين الثاني من كل عام؛ ليبادل الأشقاء التهنئات السّاميات والمباركات الغاليات.

الأردنيون كذلك، لا يزالوا يستقبلون بِحُب طلبة عُمان في جامعاتهم، وعلى امتداد محافظاتهم، ولسان حال الأردنيين يقول: " يا هلا بالضيف ،، ضيف الله ،، (ع) حساب الروح ،، أي والله ،، ما بنرضى تروح من عنّا، ما بنرضى تروح لا والله، ما بنرضى تروح لا والله".

ولأن عالم الرياضة وبالتحديد الرياضة الكروية هو ذات العالم يرافقه ما يرافقه من رضىً وسخط، حُب وكره، وكثير من المناكفات، أثبت العُمانيون بأنهم فوق هذا وذاك، وأن ما يجمع البلدين أكبر من أن يفرقهم، فكانت مباركاتهم لنا مباركة لأنفسهم؛ فهم نسل الأطياب الأنقياء.

في الختام، أولئك هُم العُمانيون الذين عرفناهم وعرفوا النشامى، فتحية إكبار لهم، لديارهم، لقيادتهم، لأرضهم والسماء، وإن رحبوا بنا مرّات كُثر، وهُم أهل الطّيب كُله، فالقسم لهم بأن نبقى لهم نحن النشّامى كما عرفونا، أهل النخوة والعطاء، وموطن الحُب والنقاء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :