facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الثقافة والتعليم والمونديال


أكرم الزعبي
08-06-2025 09:10 PM

لو أخبرتَ أردنيًا في سنة 2000 بأنّ منتخب بلاده لكرة القدم سيتأهلُ لبطولة كأس العالم في سنة 2025 لسخرَ منك ووقع على ظهره من الضحك، فلم تكن فكرة التأهل لكأس العالم بالنسبة له حتى مجرد حلم، بل كان يمكنُ أن تُضاف إلى المستحيلات الثلاث، لكنّ خطةً جريئةً تبنّاها رئيس اتحاد كرة القدم الأردنية سمو الأمير علي بن الحسين جعلت المستحيل واقعًا وحقيقةً نشهدها اليوم.

بدأت الخطّة باستقدام المدرب المصري الشهير المرحوم محمود الجوهري الذي تخلّص من فكرة محاصصة وتوزيع تشكيلة المنتخب بين الأندية الكبرى، وأطلق الأكاديميات لتدريب واكتشاف المواهب، ثمّ تبنّى الاتحاد فكرة الاحتراف، وخطوةً بخطوة، وبرعايةٍ واهتمامٍ ملكيٍ ملحوظ، بدأ نجم المنتخب الأردني بالصعود، وصولًا إلى نهائيات كأس آسيا بقيادة المغربي عموتة، وأخيرًا إلى كأس العالم بقيادة المغربي السلامي.

الخطة التي بدأت قبل ربع قرن، والتي نحصدُ نتائجها اليوم بفخرٍ واعتزاز، تدلُّ دلالةً واضحةً أنّ التخطيط السليم والمتابعة المستمرة ستعطي نتائجها ولو بعد حين، ما يدفعنا إلى التساؤل : ألا يُمكن تعميم هذه التجربة على القطاعات المختلفة، وخاصة الثقافية منها !!

الجواب بالتأكيد نعم، ربما تتأخر النتائج في الظهور، لكن وكما قيل (أن تبدأ متأخرًا خيرٌ من أن لا تبدأ أبدا)، تحتاجُ البداية إلى قراراتٍ صعبة وشجاعة، وإلى رسم خارطة طريق وطنية واضحة ومحددة المعالم، وإستراتيجية مدروسة بدقّة وعناية، ومرونةٍ تسمحُ لها بمواكبة المتغيرات التكنولوجية العالمية، تبدأُ هذه الخطة بالطفل من بواكير حياته حين يدخلُ مرحلة (الروضة)، بحيثُ تفتح العنان لتفكيره وخياله بعيدًا عن التلقين المباشر، ودون الحاجة لاستكمال دروسه في البيت، أو الاعتماد على الأم والأب، أو على المدرسين الخصوصين، وهذا يحتاجُ إلى معلمين مدرَّبين تدريبًا مختلفًا، ومنضبطين نفسيًا وسلوكيًا، ومؤهلين ثقافيًا لمسؤوليةٍ ورسالةٍ وطنيةٍ وأخلاقية.

تبدأ الخطّة من الاهتمام الكثير والكبير بالتعليم الحكومي، حتى يصل إلى منزلة التعليم الخاص أو يتفوّقُ عليه كما هو حالُ بعض دول الجوار، وإلى الاستثمار في الثقافة باعتبارها مصدرًا من مصادر الدخل القومي، فننتقلُ بالثقافة من الرعاية والحاجة إلى الدعم المالي المستمر إلى مرحلة الاستثمار فيه وتحقيق التمويل الذاتي والعوائد الربحية، وذلك يشبه ما يسعى إليه اتحاد كرة القدم الأردنية بالانتقال بالأندية من الدعم والرعاية المالية إلى التمويل الذاتي والاستثمار.

لدينا في الأردن بنية ثقافية، تاريخية وجغرافية وبشرية، يمكن الاستثمار فيها وتطوير صناعتها، ولا يحتاجُ الأمر إلّا إلى تحديث منظومة التشريعات الناظمة للتعليم والعمل الثقافي والاجتماعي، وإلى ضخ القليل من رأس المال العام والخاص، ليبدأ مشوار الاستثمار في الكفاءات البشرية والحضارية.

*المحامي أكرم الزعبي/ رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين السابق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :