facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الرياضي والأكاديمي في ميزان التقدير


د. محمد القضاة
09-06-2025 04:27 PM

ما اجمل أن تعيش لحظات الفوز وترى الفريق الأردني ينال مركز الصدارة، وما أجمل أن تقرأ هذا العام اسم الجامعة الأردنية وهي تنال التقدير بفوزها بالمرتبة 368 على مستوى العالم بين 40000 جامعة عالمية، كما حصلت هذا العام أيضا على المرتبة 284 في تصنيف UNRANKS وحصلت على شهادة جامعة النخبة ضمن جامعات النخبة 5 نجوم بلاتينيوم لتحتل المرتبة الخامسة عربيا، وما أجمل ذلك التكريم الأردني لمنتخب كرة القدم المؤهل لكأس العالم، فهو فخر رياضي أردني نفاخر به الدنيا، انجازان تاريخيان في هذا العام يستحقان التكريم ويستحقان ان يلتفت اليها العالم، فحين احرزت الجامعة الاردنية مراتب متقدمة على مستوى العالم كسرت بذلك رقما جامدا عاشته عقودا من الزمن، وهو انجاز بحجم انجاز دخول الاردن الى نهائيات كأس العالم، وحين نسعد ونرى كيف احتفى الاردن جميعا بهذا الانجاز الرائع، وكيف كرم اللاعبين واحتفى بإنجازهم جماهيريا، وكيف تم تكريمهم ماديا ومعنويا نرى في المقابل ان الاردنية تستحق التكريم مع أنها لم تلق احتفاء جماهيريا بحجم الانجاز المتحقق، ولم يتلق من سهر وبات الليالي ليلة بعد أخرى، ينجز البحث تلو البحث، والمشروع العلمي تلو المشروع، ليال مضنية من السهر والعمل الجاد والعطاء الذي لا ينقطع، الا يستحق هؤلاء العلماء والاساتذة في الاردنية تكريما يشبه في حجمه تكريم رياضيينا الاشاوس.

وهذا التكريم والاحتفاء يعكس دور كرة القدم وأهميتها في توحيد الشعب الأردني وبثّ روح وطنية عالية المقام فضلا عن أثرها المباشر في الانتماء الوطني، ويعكس ذلك كله صورة إيجابية للأردن في الساحة الدولية، وفي المقابل يبرز تساؤل مشروع: لماذا لم تحظَ الجامعة الأردنية التي حصلت على مواقع متقدمة في التصنيفات العالمية بتكريم مماثل يليق بسمعتها وأساتذتها؟ ألم تقرأ المؤسسات الوطنية رسائل جلالة الملك المتتابعة عن التعليم وعن الجامعة الأردنية في المناسبات الكثيرة خاصة يوم نالت الجامعة التكريم الملكي حين حصلت على جائزة الجامعات الرسمية ضمن جوائز الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية، وهل مقبول ان ينسى الدور الذي تضطلع به الأردنية في اعداد هذه الأجيال واعداد الفرق الرياضية في كلياتها وملاعبها؟ ولا ننسى أنّ ذلك كله لم يتحقق لولا دعم الحكومة الاردنية والقيادة الهاشمية للعلم والرياضة.

وفي هذا السياق قال لي أحد محبي الرياضة والجامعة الأردنية استغرب التناقض بين التقدير الأكاديمي والرياضي، فبينما يُنظر إلى الرياضة وملاعبها وألعابها؛ خاصة كرة القدم، وسيلة مباشرة مهمة لبث روح الانتماء الوطني، في حين غالبا ما تمر الإنجازات الأكاديمية في صمت غريب، على الرغم من أثرها العميق والكبير وطويل الأمد على تنمية الانسان وبنائه، والجامعة الأردنية بفضل قياداتها الأكاديمية ومتابعاتهم الحثيثة، استطاعت أن تتقدم الصفوف في التصنيفات العالمية، وهي تعكس جهودها في البحث العلمي، وفي تطوير البنية التحتية وفي تنفيذ استراتيجياتها في الايفاد والتعينات واستقطاب الكفاءات إضافة الى التميز في مخرجاتها التعليمية التي تترجم إلى مخرجات بشرية قادرة على خدمة الوطن في شتى الصعد؛ لكن هذا الإنجاز لا يُقابل بذات الحفاوة، ولم تُسلّط عليه الأضواء الإعلامية، ولم تُقام له احتفالات وطنية، ولم يحظ باهتمام شعبي واسع. وهذا يُثير تساؤلات جادة وضرورية حول معايير التقييم والتقدير في المجتمع الأردني: هل نعطي الأولوية لإنجازات سريعة ومهمة تثير الانفعال الموسمي على حساب النجاحات الاستراتيجية بعيدة المدى؟ ألسنا بحاجة إلى توازن في التكريم حيث لا يُفترض أن تكون الرياضة والأكاديميا في موقع تنافس، بل يجب أن يُنظر إليهما كجناحين ينهض بهما الوطن.

تكريم المنتخب الوطني أمر مستحق ومن واجبنا ان نقف معه بقوة ومحبة، غير أنّ تجاهل إنجاز الجامعة الأردنية قد يُفقد الأجيال رسالة مهمة من أن العلم والمعرفة لا يقلان شأنًا عن الشهرة والنجومية، وفي هذا السياق، يصبح من الضروري إعادة النظر في السياسات المتنوعة تجاه تكريم الإنجازات وتقييمها، بحيث يُكرّم الباحث كما يُكرّم اللاعب، ويُحتفى بالجامعة كما يُحتفى بالفريق الوطني. وبعد علينا أن نسعد بهذه الإنجازات؛ خاصة أنّ الرياضيين والأكاديميين لم تكن مهمتهما يسيرة، وكل اعطى وافنى سنينا واياما دون كلل او تعب حتى يحقق ما تم إنجازه؛ انجاز بحجم وطن يقف بكل قوته خلف كل منجز تاريخي جميل، انجاز بحجم قيادة هاشمية لم تتوان يوما عن دعم كل منجز، وتحية صادقة لقيادتنا الهاشمية، ولكل رياضي وأكاديمي همه الوطن ورفعته وتقدمه.

Mohamadq2002@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :