في التاسع من حزيران من كل عام، يحتفل الأردنيون بعيد الجلوس الملكي، مستذكرين اللحظة التي اعتلى فيها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عرش المملكة، حاملاً راية النهضة ومسؤولية الأمانة، مواصلاً مسيرة الهاشميين في قيادة الوطن بالعقل والحكمة والبصيرة الثاقبة.

عيد الجلوس ليس مجرد ذكرى لتاريخ سياسي، بل هو تجسيد لمسيرة بناء وطن أراد له قائده أن يكون نموذجًا في الأمن، والحداثة، والانفتاح، والتنمية المستدامة. وقد شهدت قطاعات الدولة كافة تطورًا ملحوظًا في عهد جلالة الملك، لكن قطاع السياحة، بما يحمله من رمزية حضارية واقتصادية، حظي باهتمام خاص واهتمام استراتيجي يعكس رؤية ملكية ثاقبة.

لقد أدرك جلالة الملك أن السياحة ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل هي رسالة حضارية تختزل هوية الأردن، وتقدّم للعالم روايته الغنية بالتاريخ، والتنوع، والجمال. ففي ظل القيادة الهاشمية، شهد الأردن نهضة سياحية متميزة تمثلت في تطوير البنية التحتية، وتسويق المواقع السياحية عالميًا، ودمج السياحة بالثقافة، والبيئة، والمجتمع المحلي.

من البتراء الوردية، إلى جرش الرومانية، من المغطس المقدس إلى العقبة البحرية، ومن سهول حوران إلى جبال الشراه، يُقدّم الأردن لزوّاره تجربة لا مثيل لها، وملاذًا آمنًا يجمع بين العمق التاريخي، والضيافة الأصيلة، والطبيعة الأخّاذة. وكل ذلك يتم في إطار من الرؤية الملكية الواضحة التي تجعل من السياحة أداة للنمو، ورافعة للاقتصاد، وجسرًا للتواصل الحضاري مع شعوب العالم.

وفي هذه المناسبة الوطنية الغالية، نُجدّد ولاءنا واعتزازنا بقيادة جلالة الملك، ونؤمن أن الأردن، بعزيمة أبنائه وحنكة قائده، سيبقى وجهة مضيئة في المنطقة، وطنًا شامخًا يربط الماضي المجيد بالحاضر الزاخر والمستقبل الواعد.

كل عام وقائدنا ورايتنا بألف خير، وكل عام والسياحة الأردنية تزدهر أكثر، لتروي للعالم قصة وطن وملك وشعب لا يعرفون إلا المجد.