إلى أين تأخذنا الحرب بين إسرائيل وإيران؟
المنتصر بالله القرالة
13-06-2025 05:16 PM
ما جرى اليوم بين إسرائيل وإيران لم يكن مفاجئًا بالكامل، لكنه مع ذلك كان صادمًا. فأن تستيقظ على أخبار قصف منشآت نووية ومقتل قادة عسكريين بهذا الحجم، يعني أننا دخلنا رسميًا في مرحلة جديدة من الصراع في الشرق الأوسط. كمتابع عادي للأحداث، لا أملك إلا أن أشعر بالقلق، وربما بالخوف، مما هو قادم.
إسرائيل تقول إنها تتحرك لحماية نفسها، وتخشى من امتلاك إيران للسلاح النووي. لكن هل كان الخيار العسكري هو الحل الوحيد؟ وهل ضمنت إسرائيل أن الضربات لن تشعل حربًا شاملة؟ في المقابل، إيران تردّ بإطلاق المسيّرات وتعلن أنها ستثأر، لكنها حتى الآن تبدو حذرة، ربما لأنها تعرف أن المواجهة المفتوحة لن تكون في صالحها.
لكن ما يلفت الانتباه أن إيران في كل مرة تصدر تصريحات نارية وتتوعد بالرد، لكنها على أرض الواقع لا تفعل الكثير. حتى اليوم، وبعد واحدة من أوسع الضربات التي تعرّضت لها أراضيها، لم يأتِ ردّها إلا عبر طائرات مسيّرة لم تُحدث أي تأثير يُذكر. هذا ما يجعلنا نتساءل: هل هذه مجرد حرب إعلامية؟ وهل يُمكن لإسرائيل أن تخترق عمق إيران العسكري بهذا الشكل دون معرفة مُسبقة ودعم استخباراتي خارجي؟
وهنا يظهر سؤال جديد: هل يكون ردّ إيران هذه الليلة مختلفًا عن كل المرات السابقة؟ أم أننا سنشهد تكرارًا لنمط الردود الرمزية والوعود المؤجلة؟ الجواب ستحدده الساعات المقبلة، ولكن إن بقي الرد محدودًا، فستكون الرسالة أن طهران لا تملك الإرادة أو القدرة على التصعيد الحقيقي.
في خلفية هذا الصراع، تبرز علامة استفهام كبيرة: هل كانت إسرائيل تكشف مخططات إيرانية بالفعل؟ أم أن كل ما جرى تم بتنسيق مباشر أو غير مباشر مع الولايات المتحدة؟
من السهل على واشنطن أن تُنكر مسؤوليتها، لكن الواقع يُشير إلى احتمال أن أميركا هي من تضع إسرائيل "بوز المدفع"، لتنفّذ عنها ما لا تريده أن يُحسب عليها مباشرة.
ما يُقلقني أكثر هو أن هذه الحرب لا تدور فقط بين بلدين، بل تحوي خلفها حسابات دولية معقّدة. والضحية دائماً نحن. كما قال موسى حجازين في إحدى مسرحياته: "أميركا تطبخ الطبخة، وإسرائيل بتوكلها، وإحنا بنجلي الصحون. عبارة موجعة لكنها حقيقية، فنحن في المنطقة ندفع الثمن في كل مرّة، دون أن نكون طرفًا في القرار.
أرى أن هذا التصعيد لا يخدم أحدًا، بل يُشعل نيرانًا قد تصل إلى دول أخرى، وتُهدد استقرار شعوب المنطقة بأكملها. نحن لا نحتاج إلى حرب جديدة، بل إلى شجاعة سياسية توقف هذه الحلقة المفرغة من الضرب والرد، وإرادة دولية حقيقية تقرأ مصالح الشعوب لا حسابات السلاح.
إلى متى ستبقى منطقتنا ساحةً لتصفية الحسابات؟ إلى متى سندفع نحن ثمن نزاعات لا نملك قرارها؟