المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادتها الهاشمية، تبني سياستها دائمًا على أساس الحكمة والتوازن، وتنأى بنفسها عن الانخراط في المحاور أو الصراعات المسلحة. فالأردن كان ولا يزال يفضل الحلول السلمية على الخيارات العسكرية، إيمانًا منه بأن الحوار والدبلوماسية هما الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

لكن في الوقت نفسه، فإن هذا الخيار السلمي لا يعني التهاون في حماية السيادة في منطقة تموج بالصراعات والتوترات الإقليمية، تظل المملكة الأردنية الهاشمية ثابتة على موقفها الواضح: أمن الأردن وسيادته غير قابلين للمساس، وأجواؤه خط أحمر.

التوتر بين إيران وإسرائيل ليس جديدًا، وقد يتخذ أشكالًا عسكرية عابرة للحدود، لكن الأردن لا يقبل أن يكون جزءًا من هذا الصراع، لا ممرًا ولا هدفًا. الموقف الرسمي واضح وثابت: الأجواء الأردنية ليست ساحة لتصفية الحسابات، ولا ممرًا للصواريخ أو المسيّرات، من أي طرف كان.

القوات المسلحة الأردنية و سلاح الجو الملكي تتعامل مع أي تهديد جوي بكل احترافية وحزم، لحماية السيادة الوطنية وضمان أمن المواطنين. فالدولة الأردنية لا تنتظر حتى تقع الخطر، بل تتصرف وفق عقيدة راسخة: الدفاع عن الوطن واجب لا تراجع عنه.

السياسة الأردنية تنأى بنفسها عن المحاور والصراعات، لكنها في الوقت ذاته لا تقبل التجاوز على سيادتها أو تعريض أمنها لأي مخاطرة. هذا المبدأ لا يرتبط بزمان أو ظرف، بل هو أساس ثابت في النهج السياسي والعسكري للمملكة.

الشعب الأردني يقف دائمًا خلف جيشه وقيادته، مدركًا أن الاستقرار الذي ينعم به ناتج عن وعي وطني عميق، وسياسات حكيمة، ورفض قاطع للتدخل أو الانجرار خلف أي صراع لا يخدم مصلحة الوطن.

وهكذا تبقى الرسالة قائمة بوضوح: أجواء الأردن ليست متاحة لأي طرف، وأمن المملكة خط أحمر لا يُمس..