أولوية المشروع العربي الواحد الآنية
خلدون ذيب النعيمي
15-06-2025 04:06 AM
في خضم ما يجري حالياً من مواجهة جوية بين أيران وإسرائيل وميدانها الرئيسي الأجواء العربية يتجدد السؤال الأكبر أين رؤية العرب الموحدة مما يجري ، وما هو مشروعهم في مواجهة مشروعين أحلاهما مر بالنسبة لهم سواء أيران التي لم يشفع الجوار الجغرافي والتاريخي ووحدة العقيدة فكان مداد اسطر سلوكها في الماضي القريب والذي لم يجف حبره في سورية ولبنان والعراق ، أما الطرف الأخر الإسرائيلي فأثبت مع حرب أبادته القائمة منذ اكثر من عام ونصف ضد مدنيي غزة وسلوكه الاقليمي سواء في الضفة الغربية وسورية ولبنان أنه متشبث بعقليته العدوانية بعيداً عن أدبيات السلام ومعاهداته مع جيرانه .
نعم وبقوة .. اين المشروع الخاص للعرب الموحد وتعاطيهم الفعال الذي يضمن مصالحهم وحقوقهم فيما الأخرين يتاجروا ويناوروا على رأس مالهم كما يقال بلغة رجال الأعمال المستغلين ، بمعنى أخر فأن ما يجري حالياً فلن يكون العرب شركاء في المكسب بأي حال وبالمقابل سيكونون متلقي الخسارة الأكبر مع الخاسر الذي في الواجهة ، جملة القول ان العرب في هذا الوقت بالذات بحاجة للتنسيق الموحد الفعال المستند لعوامل القوة واوراقها لان يكون لهم الكلمة والراي الذي يضمن حقوقهم ومصالحهم ، فالتجارب اشارت وتشير حالياً ان اخر ما يهم الطرفان المتواجهان حالياً هو حقوق جيرانهم العرب ، فمن ساهم بقتل اطفال غزة ورفح الغوطة وجسر الشغور وحلب لن يعز عليه اطفال عمان وبغداد والرياض والقاهرة ، ببساطة هي العلاقات والمصالح الدولية التي لا يمكن ان تفكر بعقلية الجمعيات الخيرية في عطاياها .
الأردن ومنذ اللحظة الأولى التي اعقبت العدوان الإسرائيلي على غزة أعلن على لسان قيادته ودبلوماسيته ن الصراع مرشح للتوسع وبقوة في ظل سلوك حكومة التطرف في تل ابيب ، فكانت الجولات المتتالية للصراع مصداقاً للرؤية الأردنية والتي امتدت من الضاحية الجنوبية لبيروت مروراً بجبل الشيخ وقرى القنيطرة والصواريخ اليمنية وصولاً لطهران لترتد بعد ذلك في الدمار الذي خلفته الصواريخ الايرانية على تل ابيب بصورة لم تشهدها في تاريخها باعتراف قادة الاحتلال انفسهم ، والاردن بموقعه المتوسط بين أيران ودولة الاحتلال اعلن ان اجوائه وسيادته ستكون مصانة ضد أي اختراق بكل ما يملك من قوة ، وليس بعيداً عن الاردن العراق وسورية ومع اطلاق الغواصات الايرانية صواريخها من الخليج العربي فان اجواء دول عربية اخرى ستكون مرشحة للانتهاك من هذا الطرف او ذاك .
في ظل عدم وجود رؤية واحدة وفاعلة لها وزنها سيكون دور العرب هنا هو المراقبة وتوقع ما يجري ومن ثم البناء عليه بعيداً عن الدور الحقيقي الذي يجب ان يجاري الواقع واهميته ، التنسيق الصادق والموحد الذي يشعر الاخرين بوجود العرب ودورهم هو الذي سيحفظ حقوقهم بعيداً عن جدلية التوقع السيئة الصيت وما جرته على فعالية العمل العربي الموحد فأصبحت كحال طالب الصف الدراسي السلبي الذي يكتفي فقط بالتصفيق لزملائه المجتهدين ويكون عليه بالتالي تلقي نتائجه المدرسية في نهاية العام الدراسي كجولة أولية ومن ثم الجهل بما يكتبه القدر لمستقبله .
* ماجستير في الدراسات الاستراتيجية والاعلامية