محمد إبراهيم الكركي .. الأمين المخلص رجل الدولة البار
15-06-2025 11:03 AM
تحية تليق بالمقام، ووقارٌ ينسجم مع من حمل على كاهله أمانة العدل والرحمة في آنٍ واحد، نرفعها إليكم بمداد من التقدير والإجلال، وأنتم تسيرون في نهجٍ اختطّه الهاشميون الميامين، نهجٌ قوامه خدمة الناس، وصون كراماتهم، وإعلاء كلمة الحق في حضرة الوطن.
لقد كنتم وما تزالون مثالاً ناصعًا للرجل المسؤول، الوفي لوطنه، الساعي لخير شعبه، والمترفع عن زخارف المناصب حين تحوّلت أيديكم إلى أدوات عمل، وأعينكم إلى بوصلة لا تحيد عن نبض المواطن، صغيرًا كان أم كبيرًا، بعيدًا كان أم قريبًا. وإنّ ما تقومون به من جهود مضنية في الديوان الملكي، هذا القلب النابض بالأمل والعدل، لهو شاهد عدل على ما فيكم من نُبل الشمائل، وحُسن الطوية، وسداد الرأي.
وإنّنا إذ نكتب هذه الكلمات، فإنّما نكتبها لا تزلفًا، بل اعترافًا بجميل صنعكم، وإقرارًا بدوركم المحوري في تيسير شؤون الناس، ومدّ جسور الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة. فمنكم تعلمنا أنّ المناصب لا تُقاس برنين الألقاب، بل بعُمق الأثر، وأنّ التواضع حين يقترن بالقوة، يصنع الهيبة والهيكل معًا.
لقد تجسدت فيكم مقامات الرجال، وتجلّت على أيديكم صنائع المعروف، فكنتم صوت الحكمة في الميدان، ويد الإصلاح في أوقات الشدة، وركن الأمان لمن ضاقت به السبل. وها أنتم تواصلون الليل بالنهار، لا تكلّون ولا تملّون، لأنكم من أولئك الذين نذروا أنفسهم للوطن، واختاروا أن يكونوا حيث يجب أن يكون الصادقون.
ختامًا، نسأل الله أن يبارك في جهودكم، ويزيدكم رفعة وعلوّ شأن، وأن تبقوا كما عهدناكم، عنوانًا للإخلاص، وصورة مشرقة من صور الخدمة العامة النبيلة في ظل القيادة الهاشمية المظفرة.