حين يحرس الأردن سماءه .. وتنهشه ألسنة بلا وطن
نضال هايل البرماوي
15-06-2025 10:47 PM
منذ اندلاع التوتر الإقليمي، وتحديداً مع دخول الأردن على خط الدفاع عن أجوائه، خرجت أصوات – أكثر ما يمكن أن يُقال عنها إنها مشبعة بالحقد ومنزوعة من المنطق – تتساءل:
"لماذا الأردن يتصدى للمسيرات الإيرانية ولا يعترض الإسرائيلية؟"
ونسألهم نحن بدورنا:
ومن أين تأتي المسيرات الإسرائيلية التي تضرب طهران؟ من حدود السويد؟ أم من فوق رؤوسكم؟
نعم...
طائرات إسرائيلية تقصف إيران عبر أجوائكم، وأنتم مشغولون بمهاجمة الأردن الذي يحمي أرضه وسماءه.
فإن كنتم تعلمون، فأنتم خونة باعوا سيادتهم بثمن الخطاب الطائفي الرخيص.
وإن كنتم لا تعلمون، فأنتم بكل فخر: من أجهل الشعوب التي أنجبتها الجغرافيا وأهانها التاريخ.
دعونا نختصر المشهد:
الأردن دولة. جيشها يحمي، وقرارها مستقل، وسيادتها لا تُستأذن.
ولا أحد يحدد لها متى وكيف تدافع عن نفسها… خصوصاً من فقدوا القدرة على الدفاع عن أنفسهم منذ عقود.
ولكن الكارثة الكبرى ليست فقط في الخارج… بل في الداخل.… وهنا الألم الحقيقي…
أين هو الإعلام الأردني من كل هذا؟
في كل أزمة، يتكرر نفس المشهد:
الأردن يُهاجَم…
الإعلام الأردني يصمت…
الكذبة تنتشر… والحقيقة تموت على أعتاب التصريحات الباهتة.
إعلام لا يدافع، لا يوضح، لا يقنع… بل بالكاد يتنفس.
لذلك، نتوجه بنداء صادق إلى جلالة الملك عبد الله الثاني:
آن الأوان لإعادة هيكلة الإعلام الأردني بالكامل.
نريد إعلاماً بحجم الوطن، لا بحجم الوظيفة.
نريد صوتاً قوياً، لا همساً خائفاً.
نريد رجالاً يحاورون العالم، لا موظفين يكتفون بقراءة النشرة.
فالوطن مستهدف، ولا يصح أن يكون إعلامه هو الحلقة الأضعف.