إيران .. إسرائيل والحرب وتأثيرها المحتمل
أ. د. حسن المومني
16-06-2025 01:58 PM
الحروب والمواجهات الحادة عادة ما تنتج تحولات في ذهنية المجتمعات والدول المعنية. الحرب الايرانية العراقية وحدتها ونتائجها كانت نقطة تحول في ذهنية صانع القرار الايراني حيث ان بعد ذلك انتهجت ايران استراتيجية الدفاع المتقدم من خلال الدفاع عن ايران من خارج ايران وعليه بدأت بتوسيع نفوذها الاقليمي وتوسيع دائرة وكلائها واستغلال التطورات الاقليمية والدولية لصالحها وقد نجحت بذلك لوقت قريب.
لكن الحرب على غزة وتداعياتها الاقليمية وبالذات التغيير في سوريا وتطورات دولية معينة وضعت ايران في حالة انكشاف استراتيجي، وضعف استغلته إسرائيل في حربها الان ضد طهران وما يجري حاليا سوف يكون له تبعات وتأثيرات على طهران وسلوكها المستقبلي.
فما يجري حاليا ليس بالسهل وإذا استمرت المواجهة قد تفوق نتائجها الحرب الايرانية العراقية لا من حيث الخسائر البشرية وإنما من حيث إضعاف ايران بشكل استراتيجي وبالتالي يبرز السؤال: هل تصبح ايران اكثر براغماتية ويكون هنالك تحول جذري يغير سلوكها؟ ام ان المواجهة الحالية قد تدفع ايران الى زاوية التشدد او انهيار النظام وبالتالي مستوى من الفوضى؟.
إسرائيل كل المواجهات والحروب التي خاضتها احدثت تحولات في ديناميكيات السياسة الداخلية وبالتالي سلوكها في المنطقة. وهذا قطعا ينطبق على الحرب على غزة وتداعياتها وتأثيراتها على مجمل السياسة الاسرائيلية، المواجهة الحالية مع ايران ونتائجها قطعا ستكون نقطة تاثير وتحول في الذاكرة والعقل الجمعي الاسرائيلي.
وهنا تبرز اسئلة كثيرة اشهرها: هل يتجه المجتمع الاسرائيلي وصناع القرار الى اليمين اكثر فاكثر؟ وهل تدفع نشوة الانجاز والفوز الى التشدد اكثر فاكثر في مسألة السلام مع الفلسطينين؟ على اعتبار ان إسرائيل منتصرة وتملك القوة ولا توجد ضرورة من اجل سلام تقدم فية تنازلات لاطراف ضعيفة بالوقت الذي تستطيع فية فرض ما تريد بالقوة! كلها اسئلة تعبر عن تعقيدات المشهد.
* مدير مركز الدراسات الاستراتيجية/ الجامعة الأردنية
الرأي